امتلاكك للذكاء لا يعني نجاحك....بل تحتاج إلى المهارات

 لا يكفي أن تكون ذكيًا، لتحقيق النجاح، لا تحتاج إلى التعلم المستمر

كل الناس تبحث عن النجاح والتميز والتطور وتحقيق الذات وغيرها من الطموحات، غير أننا نعيش اليوم في ظل مجتمع تنافسي، تتطور فيه المهارات والمعارف بشكل يومي، لذلك يعد تطوير الذات من الأمور الضرورية في حياتنا العملية، وتعد القدرة على تعلم مهارة جديدة أو إتقان لغة مختلفة أحد أهم مفاتيح النجاح، "فكل لغة وكل ثقافة هي عالم بحد ذاته. عندما يتكلم الإنسان لغات مختلفة ويعيش في ثقافات مختلفة فهو ثراء".عابد عازرية   لهذا نحن في حاجة إلى تحديد المهارات التي نرغب فيها ويجب أن تكون متلائمة مع الحاجيات التي يطلبها سوق الشغل في المستقبل، وحاول الاطلاع عليها أو معرفة بعض الأمور المتعلقة بها سواء من الإنترنت أو من شخص ملم بها:

ابحث عن مصادر:

اليوم توجد مصادر مختلفة لأخذ المعارف والمعلومات والمهارات، سمعية وبصرية ومقروءة ...، على سبيل المثال إذا كنت تتعلم لغة برمجة ما فلا تقرأ الكتاب الخاص بها فقط، قم بمشاهدة البرامج التلفازية واجمع مقاطع الفيديو والمدونات المتعلقة بالموضوع. لكن بشكل عام يجب التركيز على المصادر الموثوق بها على المستوى العلمي في عملية التعلم والدراسة، مثل مواقع المتخصصة والمشهود لها بالمصداقية والعلمية في تحديد المعطيات والبيانات.

تعلم مهارة جديدة:

التعليم هو عملية تيسير التعلم أي اكتساب المعرفة والمهارات والمبادئ والمعتقدات والعادات، كل البشر لديهم القدرة على التعلم والتطور نحو الأفضل و الأحسن، فقط نحن في حاجة إلى تطوير المعارف العملية، لأنها اليوم أكثر أهمية في سوق الشغل من المعارف النظرية، حاول أن تبدأ بالممارسة حتى لو لم تكن تملك الخبرة الكافية من خلال التجريب والخطأ، على سبيل المثال في حال كنت تحاول تحسين مهاراتك في محركات البحث لا تضيع كل وقتك في تعلم المصطلحات والأمور النظرية، تشجع وطبق عمليًا الخطوات الأولى واكتشف بنفسك ما يصلح وما لا يصلح وقم بتدوين ملاحظاتك.

مشاركة معلوماتك مع أصدقائك:

منذ القدم قال أرسطو أن من أراد أن يحفظ معلوماته أن يعلمها لناس، أفضل وسيلة للتعلم تعليم الناس، ومشاركة المعارف والخبرات التي تحملها، لأنها سوف تترسخ لديك على المستوى الذهني وتصبح جزء جوهريا من شخصيتك، فعندما تتعلم مهارة جديدة شاركها مع أصدقائك، هذه الحيلة تجبرنا على دراسة الموضوع بشكل أدق وأكثر شمولية وهذا ما يساعدنا في فهمه بشكل أسرع.

البحث عن المثلى الأعلى في المجال الذي تتعلمه

يعد وجود مدرب إلى جانبك أثناء تعلم مهارة جديدة أمر غاية في الأهمية، لأن المرشد الجيد يقدم لك حلولًا للتحديات والعقبات التي تواجهك ويدلك على الطريقة الصحيحة للتعلم واكتشاف الخطوات التالية، وسيقوم بإعطائك رد الفعل الحقيقي لعملك وليس ما تريد سماعه أنت من أجل تحسين نقاط الضعف التي قد تقع بها.

الحفاظ على اللياقة الذهنية

تعلم المهارات الجديدة يقلل من نسبة إزالة الميالين من دماغك، تلك المادة التي ذكرنا أنها تساعدك على التعلم بشكل أسرع وتقبل المعلومات بشكل أفضل، لذا نجد أن الأشخاص الذين يتعلمون مهارات جديدة بشغف وحيوية لا يمنحون عقولهم فرصة لإزالة مادة الميالين، ومساراتهم العصبية تصبح جاهزة للنبضات الجديدة ومن ثَم الأحداث الجديدة والمختلفة في الحياة.

في بعض الأحيان يمكنك تعلم مهارة جديدة بشكل مستقل أو غير تابع للدراسة الأكاديمية، حيث تقدم الكثير من المواقع والمراكز تدريبات مفيدة وجيدة تسمح للناس بتعلم مهارات جديدة وتطوير مهاراتهم الحالية بشكل كامل، من أجل تطوير اهتماماتهم الخاصة.

 محاربة الفشل والملل:

إن تعلم أشياء جديدة يحافظ على مستوى اهتمامك مرتفعًا حتى لا تشعر  بالفشل والملل بسهولة، كما أن ذلك يزيد من شغفك تجاه معرفة كل ما هو جديد، ويساعد في زيادة منسوب الدوبامين الهرمون المسؤول عن النشاط والفعالية والانجاز بشكل مستمر على كل ما هو متعلق بالأشياء التي ترغب التعمق بها، كما أنه يمكن أن يصبح القيام بالأشياء نفسها مراراً وتكراراً أمراً رتيباً وجالباً للملل نوعاً ما، لكن تعلم مهارة جديدة يكسر دائرة الرتابة ويمنع الملل من الظهور، كما يُخرجك من منطقة الراحة المعتاد عليها إلى منطقة جديدة حيث تكون أكثر تقبلاً للتميز والاختلاف.

 تصبح أكثرا إبداعا:

أن تكون مبدعاً طوال الوقت يعني أن تكون قادراً على إيجاد طرق لحل المشكلات المفاجئة التي تواجهك بموارد محدودة، وتعلم المهارات بشكل مستمر ينمي ملكة الخيال وحل المشكلات باعتبارها عنصر أساسي في عملية التفكير الإبداعي، وكذلك يجب عليك انتهاج هذا الفكر تجاه كل شيء في حياتك، من حيث التفكير في القضايا المحتمل حدوثها والعمل على مواجهتها بحلول إبداعية سليمة لتفادي الأخطاء التي يمكن الوقوع فيها.