التعلم وتطوير المهارات التعلم وتطوير المهارات
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

نموذج تحليل السؤال المفتوح: النظرية والتجربة........أيهما يحكم الآخر، النظرية أم التجربة؟ bac 2022

 


تمرين تطبيقي لمنهجية تحليل ومناقشة السؤال المفتوحأيهما يحكم الآخر، النظرية أم التجربة؟

1-مطلب الفهم:

     إدراك مجال وموضوع السؤال؛ إبراز عناصر المفارقة أو التقابل. إعادة صياغة الإشكال وطرح أسئلته الأساسية.

         يمكن تأطير موضوع هذا السؤال ضمن سياق التفكير الفلسفي [الإبستمولوجي ] بخصوص المعرفة العلمية. وذلك لأن التفكير الفلسفي في حقل المعرفة العلمية يطرح التساؤل عن قضايا جوهرية في العلوم، ومن ذلك ما يتعلق بمفهومي "التجربة " و "النظرية”. فمعلوم أنه لا معارف علمية بدون نظريات تقودها وتوجهها. ولا حقائق في العلم بدون تجارب تؤكدها وتثبت صدقها.  لكن الحديث عن ارتباط النظريات العلمية بالتجربة يطرح في ذاته إشكاليات جوهرية تتعلق بطبيعة العلاقة بين النظرية والتجربة، وأيهما يحكم الآخر؟ بمعنى آخر، هل النظرية تحكم التجربة أم أن التجربة هي التي تحكم النظرية أم أن المعرفة العلمية مطالبة بالمزاوجة بين ما هو عقلي نظري وما هو تجريبي واقعي بشكل جدلي يجعل من كل واحد منهما لا يكتمل إلا بالآخر؟


2-مطلب التحليل:

توظيف المعرفة الفلسفية الملائمة لمعالجة الإشكال - البناء الحجاجي والمنطقي للمضامين الفلسفية. تم استثمار معطيات الدرس + أمثلة من علمية من دروس العلوم

      للإجابة عن هذه التساؤلات، لابد بداية من تفكيك عناصر السؤال وضبط مفاهيمه، فنحن أمام مشكلة أبستمولوجيا تستدعي منا الدقة في بناء التصورات.

 وبالعودة إلى صيغة السؤال نجده يتضمن أداة الاستفهام "أي" وهي أداة استفهام تطلب الاختيار بين إمكانيتين أو أكثر. إذن فالإجابة على هذا التساؤل تحتمل أكثر من وجهة نظر.

كما نجد أن هذا السؤال تضمن مفهومي النظرية والتجربة وطبيعة العلاقة التراتبية بينهما [ من يحكم الآخر ]. لكن قبل مناقشة قضيته الأساسية لابد من تحديد دلالة هذين المفهومين:"النظرية والتجربة".

       يحتمل لفظ التجربة حسب بعض المعاجم معنيين: أحدهما عام والأخر خاص

-المعنى العام مؤداه، مجموع الخبرات والمعارف التي يحصلها المرء انطلاقا من علاقته المباشرة بالواقع، وهي كذلك القدرة على الإتقان في مهنة ما

-أما معناه الخاص فمفاده، " إعادة إنشاء[استحداث] ظاهرة ما في المختبر قصد التحقق من صدق فرضية ما وهي خاصة لأنها تخص المجال العلمي دون سواه من المجالات الحياتية وهي نفس الدلالة المقصودة في السؤال الذي بين أيدينا فالتجربة وفق هذا السياق هي التجربة العلمية أو التجريب بما هو منهجية علمية منظمة لها قواعدها وخطواتها الأساسية.

وقد عرف هذا التصور العلمي لمعنى التجربة تطورا كبيرا خاصة مع دعاة المنهج التجريبي. ومنهم العالم كلود برنار الذي عرف التجريب باعتباره "فن الحصول على تجارب دقيقة ومحددة ".

       أما مفهوم النظرية فهي حسب "موسوعة لالاند الفلسفية:" إنشاء تأملي يربط النتائج بالمبادئ". كما اعتبرها عمل نظري مستقل عن تطبيقاته وهي رأي عالم أو فيلسوف تتميز بالتغير والتجدد. الغاية منها تقديم تفسير كلي لمجموعة من الظواهر.

وقد شكلت النظرية بهذا المعنى احد أهم خصائص المعرفة العلمية، إذ يكاد لا يخلو مجال علمي ما من نظريات مثلا في علم الفلك نجد نظرية كوبرنيكوس «مركزية الشمس" وفي الفيزياء نجد نظرية إنشتاين حول النسبية....الخ

لكن التساؤل الذي يطرح نفسه هو: هل هذه النظريات أساسها التجربة [التجربة تحكم النظرية] أم أن التجارب في هذه الميادين العلمية محكومة بهذه النظريات؟ [النظرية تحكم التجربة]

            لو اقتصرنا في تحليلنا ومناقشتنا لهذا المشكل الإبستمولوجي على مجال الفيزياء نموذجا، فإننا سنجد تضاربا في المواقف خاصة بين تصورين لنسمي الأول منهما بالتصور الوضعي التجريبي ولنطلق على الثاني التصور الإبستمولوجي المعاصر.

هكذا سنجد أن أصحاب التصور الأول يعتبرون أن أساس المعرفة العلمية هو قابليتها للتحقق التجريبي، وبناء علية فالتجربة وفق هذا التصور هي ما يحكم النظرية، وقد ذهب الفيلسوف الألماني هانز رايشنباخ إلى حد نقد ورفض كل دعوى ترى أنه بإمكان العقل وحده مستقلا إنتاج معرفة علمية، إذ أن المعرفة العلمية حسب رايشنباخ: معقولة وليست عقلانية.

 فهو ينفي عنها صفة العقلانية التي تدل بحسبه على ذلك المذهب الفلسفي الذي يعتبر العقل وحده مصدرا للمعرفة المتعلقة بالواقع دونما حاجة إلى الملاحظة والتجربة، وينعتها بالمعقولة لأنها تستخدم العقل مطبقا على المادة التجريبية التي تمدنا بها الملاحظة العلمية. ولعل تجربة الأرانب التي قام بها برنار تشكل أهم نموذج لهذا الاتجاه فقضية “كل الحيوانات لاحمة “ما كانت لتعتبر صحيحة لولا التجربة المخبرية التي أكدت ذلك فالفرضية العلمية، إذا لم تؤكدها التجربة العلمية تصبح لاغية حسب هذا التوجه التجريبي. بل قد تشكل تهديدا للحياة مثلما نجد في علم الصيدلة والأدوية مثلا. فلا يمكن تقديم دواء دون خضوعه لتجارب عدة يتم التحقق من فعالته وعدم خطورة أعراضه الجانبية.


3- المناقشة:

 الأطروحة أو الأطروحات التي يفترضها السؤال؛

طرح إمكانيات أخرى تفتح أفق التفكير في الإشكال..

       لكن أمام هذه الخلاصة النقدية لرايشباخ " لا معرفة علمية بعقل مستقل وبدون تجربة علمية " تنتصب أمامنا كذلك عبارة الفيزيائي الكبير ألبرت إنشتاين التي مؤداها "إن الفكر الخالص قادر على فهم الواقع" إذ يؤكد هذا الأخير - ويمكن تصنيفه ضمن أصحاب التصور الابستمولوجي المعاصر- أن النسق النظري للعلم المعاصر يتكون من مفاهيم ومبادئ هي إبداعات حرة للعقل البشري.

من هنا فالنظرية العلمية تبنى بناءا عقليا خالصا، أما المعطيات التجريبية فهي مطالبة بأن تكون مطابقة للقضايا الناتجة عن النظرية وتابعة لها. وهكذا يعتبر اينشتاين أن العقل العلمي الرياضي كفيل بإنشاء نظرية علمية. بمعنى أن النظرية قد تحكم التجربة. وقد توجد في استقلال عنها. ويمكن الاستدلال على وجاهة هذا الموقف بمثال اكتشاف كوكب نبتون فهو اكتشاف رياضي محض أثبتت التجربة صحته لاحقا.

      لكن هل هذا التضارب في المواقف معناه أن أحد الموقفين خاطئ بالضرورة؟!!

كلا فالأمر لا يتعلق بأفكار  تتعلق "بهذا أو ذاك" من الفلاسفة والعلماء، بل إن القضية أكبر من ذلك فهذا الاختلاف يرجع بالأساس إلى طبيعة المجال العلمي الذي يعرف قطائع و انفصالات وتجاوزات  بلغة باشلار

       إذ أن التصور التقليدي مثلا للفيزياء كان تعبيرا عن الواقع الفيزيائي آنذاك المحكوم بقوانين التجربة ما دامت موضوعاته قابلة للتحقق التجريبي، لكن التطور الكبير الذي حصل في مجال الفيزياء المعاصرة خاصة مع الاكتشافات الميكرو فيزيائية زعزعة أسس هذا التصور [مشكلة الإلكترون نموذجا]. فالتجربة لم تعد هنا معيارا لصحة الفرضية، ما دامت الظاهرة العلمية المدروسة غير قابلة للملاحظة المباشرة ولا شروط التجريب متحققة، ولعل في ذلك ما يبرر موقف اينشتاين.

       غير أننا نشير كذلك إلى أن هذا لا يعني وجود تناقض بين النظرية والتجربة في الفيزياء المعاصرة بل إن المعرفة العلمية كما أكد ذلك الفيلسوف المعاصر غاستون باشلار هي نتاج حوار دائم بين العقل والتجربة فالفيزياء المعاصرة تتأسس في نظره على يقين مزدوج:

-الأول يتمثل في أن الواقع العلمي ليس واقعا معطى عن طريق الحواس، بل هو واقع مبني بناءا عقليا ورياضيا، وهو ما يعني أن الواقع يوجد في قبضة العقل.

-أما اليقين الثاني فيتمثل في القول بأن بناءات العقل وبراهينه لا تتم بمعزل عن الاختبارات والتجارب العلمية. ومن ذلك اعتبر باشلار أن بناء المعرفة العلمية المعاصرة يتم في إطار حوار متكامل بين العقل والتجربة.

         وهكذا فالعقل العلمي المعاصر مشروط بطبيعة الموضوعات التي يريد معرفتها، فهو ليس عقلا منغلقا ثابتا بل هو عقل منفتح على الواقع العلمي الجديد الذي يتناوله. بحيث ينبغي حسب باشلار تصور العلاقة بين العقل "الجانب النظري" والتجربة "الجانب التطبيقي والواقعي" بشكل جدلي لا يجعل الواحد منهما متعاليا أو مستقلا عن الآخر، بل إن الواحد منهما شرط لوجود الثاني و بدون تفاضل فيما بينهما، وهو ما يمثل نموذجا للعقلانية التطبيقية في العلم.

4- تركيب:

+ صياغة خلاصة موجزة للتحليل والمناقشة

+ صياغة ملائمة لختم الموضوع.

* إبداء الرأي الشخصي

* أو طرح سؤال مفتوح مبرر. يفتح أفق التفكير في أبعاد جديدة للقضية قيد التحليل

         هكذا يتضح لنا مما تقدم أننا أمام ثلاثة مواقف مختلفة، بصدد طبيعة العلاقة بين النظرية والتجربة:

·       موقف أول يعتبر أن التجربة هي التي تحكم النظرية ( دوهيم و رايشنباخ).

·       وموقف ثاني يرى أن النظرية قد توجه التجربة وقد تستغني عنها في بنائها لمعرفة علمية (اينشتاين).

·       وموقف ثالث ينتقد كلا التصورين السابقين ويعتبر أن العلاقة بين النظرية والتجربة هي علاقة حوار جدلي بحيث أنهما يتكاملان في تأسيس المعرفة العلمية (غاستون باشلار).

         أما من وجهة نظري المتواضعة، فلئن كنت لا أنكر أن كل معرفة علمية لابد أن تقوم على معطيات التجربة، إلا أني أرى أن هذه المعطيات وحدها لا تكفي لإنشاء معرفة أهم ما يميزها أنها معرفة تفسيرية منظمة.

       وبناء على ما سبق أرى أن معنى الحقيقة العلمية صار متعلقا بدراسة "أي موضوع " من جميع جوانبه من حيث هو يقع في شبكة لا متناهية التعقيد من العلاقات والارتباطات في عالم يتحول باستمرار وينمو على الدوام. وهو ما يمنح للمعرفة العلمية صفة النسبية والانفتاح.

الجوانب الشكلية:

+ اللغة والأسلوب ووضوح الخط.....

+ الحس النقدي والمسؤول في عرض الآراء والتعليق عليها

ضرورة الاعتناء بالجوانب الشكلية في الكتابة:

-         سلامة اللغة مبنى ومعنى( على مستوى الخط المقروء والتعبير السليم نحويا وبلاغيا)

-         البناء والتماسك المنطقي لعناصر الكتابة الإنشائية: توظيف الروابط المنطقية، واحترام جميع عناصر المنهجية [الفهم ـــــــــــ التحليل-ـــــــ المناقشة –ـــــــ التركيب]

دون إغفال الجانب القيمي المتمثل في إضفاء النسبية على الأحكام، حضور المجهود الشخصي، احترام المخاطب.



 


عن الكاتب

ayoub loukili

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

التعلم وتطوير المهارات