التعلم وتطوير المهارات التعلم وتطوير المهارات
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

إلى ماذا تحتاج طموحاتك لكي لا تبوء بالفشل؟ أيوب الوكيلي

 

كيف تبني استراتيجيات فعالة لضمان التقدم كل يوم وتحقيق المنجزات الضخمة؟




الأحلام مجانية سهلة بإمكان الجميع الحديث عنها والكلام حولها، إلا أن الاستفاقة من الحلم والانخراط الجدي في التنفيذ هي السمة المميزة لمن ينتجون بشكل فعلي ويرفضون أن تبقى مخططاتهم في عالم المثل والحكايا المريحة. لأن الأحلام المجانية سهلة لكن الأصعب هو كيف نتحكم في التعامل مع الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها، بدل الدخول في حالة العجز والكسل.

لهذا فإن العجز الكسل من أكثر الأنماط السلوكية الشائعة داخل المجتمع الغير منتجة، الشيء الذي يعيق فعالية وإنتاجية الأفراد والجماعات،  تقف عائقا أمام تحقيق هذه الطموحات والانجازات المهنية.

من أبرز العلماء الذين تكلموا نظرية العجز المكتسب سيلجمان (Seligman) الذي يرى أن الآلية المسؤولة عن اكتساب العجز تعود لأسلوب التفكير الذي يمارسه الفرد في مواجهة المواقف الصعبة، حيث يبني تصور سلبي حول الذات، الشيء يمنعه  من مواجهة المشكلة أو التحدي.

لأنه كلما كانت الأسباب المدركة للموقف قريبة من قدرة الشخص على الضبط والتحكم، ازداد احتمال مواجهته للموقف بطريقة فاعلة، وهنا تأتي قيمة التفاؤل والتفكير الإيجابي تجاه المستقبل.  لأن طبيعة النفس الإنسانية تميل إلى الكسل والخمول، لهذا فإن العمل يحتاج إلى مجهود، فالراحة مفسدة عظيمة للبدن قبل الروح، ولعل في جوهر كل منا شيء صغير يسعى للتقدم وبناء ما هو مفيد ومهم.

كل شيء عظيم تبدأ بإنجازات صغيرة:

الصعود إلى القمة يبدأ من الأشياء الصغيرة، لأن الوصول إلى المراتب العليا، يبدأ من السلالم الصغيرة، في النهاية الإنسان كائن لا يطير ولا يمكنه التحليق عاليًا والقفز فوق المراحل، لذلك عندما نتحدث عن استراتيجيات البناء طويلة الأمد.

إذن الأعمال الصغير والعادات التي نكررها هي التي تحدد طبيعة النجاحات التي نسعى إليها، غير أن معظم الناس يعتقدون أن هذه الأمور ليست مهمة، لكن في الحقيقة هذه المعطيات تعد جوهرية وعميقة ومهمة.

على سبيل المثال الاستيقاظ الباكر يوميا، قد يكون شيئا مرهق لكن في جوهره، يعد البداية الأولى لأي نجاح في الحياة، وهنا تمامًا تكمن أهمية هذه العادات والأنماط اليومية والأسبوعية، فكون الناس يتجاهلوها سبب مهم للالتفات إليها، خصوصًا إن كانت بالفعل ذات منافع حقيقية يمكن لمسها.

هذه السلوكيات والأنماط البسيط والعادية، هي التي تخلق الفرق بين الناس مع الوقت، لأن السعي إلى النجاح الكبير بدون بدل مجهود والاحساس بالتعب والصعوبة والتحديات، فلن تتحول الأحلام إلى أفعال حقيقية، بل تبقى مجرد سراب لا يمكنه أن يصبح حقيقة.

الالتزام بمهام يومية:

مهما كان البناء عظيما، فإن قيمته تتجلى في قوته وقدرته على الاستمرارية والالتزام خصوصا الأهداف بعيدة المدى،  بعيدة الأمد أن يُنسيك أهمية تنفيذ الواجبات اليومية التي تؤدي بدورها لبلوغ الغاية الأخيرة.

بعد الالتزام بأهم المبادئ نحتاج إلى الالتزام تحويل المهام والعادات اليومية الصغيرة إلى أشياء قابلة للقياس والتتبع أمر ضروري بغية تجنب التيه الذي قد يحصل، فكما يشير مالكولم غلادويل. أن النجاح في أي مهارة يحتاج إلى وقت من أجل الوصول إلى الإنجاز والنجاح الذي نسعى إلى تحقيقه، من خلال التدريب لمدة ساعات طويلة.

فلا بد أيضًا للاستراتيجيات العامة الطويلة من مسارات خاصة بها لا بد من تتبعها بشكل يومي وأسبوعي وشهري. مثلا تعلم لغة جديدة، لن يحصل بين عشية وضحاها، إنما يحتاج الأمر إلى التطبيق والتفعيل، والانتقال إلى الجانب العملي، والاستمرارية، لأن الزمن هو أكبر معلم للإنسان.  لهذا نحتاج إلى خطة من أجل قياس حجم الأهداف التي قمنا بإنجازها وتحولها إلى حيز التطبيق الفعلي والواقعي.

التحسن المستمر:

نعيش في مرحلة تارخية متميز لأن المهارات الإنسانية تطورت بشكل كبير إلى درجة أن المعرفة الإنسانية، تتطور بشكل دوري، الشيء الذي يفرض علينا نوعا من التغيير والتطور المستمر، خصوصًا في زمننا الحالي، حيث تنبثق التطورات والتغييرات الجديدة كل يوم تقريبًا، فكانت الحاجة ملحة لملاحقتها وتضمين التقنيات الجديدة في الخطة والاستراتيجية العامة، ولعل لهذا فوائد عدة أبرزها مواكبة التقنيات الحديثة الظاهرة وعدم التخلف عن الموجة، ثانيها الوصول لنتائج جديدة قد تعجز عنها التقنيات القديمة المستخدمة.

تراكم النجاحات الصغيرة:

كل الإنجازات الكبيرة تبدأ بالتدرج، على سبيل المثال فإنه لا يمكن أن تصبح متميزا في مجال دراسي معين، دون أن يكون لديك تراكم لمجموعة من المعارف بشكل دوري منظم. الإنجازات الصغيرة مع الوقت تصبح إنجازات عظيمة تستحق التقدير والاهتمام، فالنجاح وبلوغ استراتيجيات عامة يساهم في تحقيق غايات بعيدة، باعتبارها تراكم لعادات ومهام يومية وأسبوعية وشهرية صغيرة، ذلك أن الإنجازات الجيدة لا تأتي بالسهل، ولعل تلك النفوس التي تحتمل مشقة العادات والروتين هي التي تنجح في بلوغ الغايات الكبرى.



كيف نخلق ثقافة الإنجاز؟

 من أجل التخلص من العجز نحتاج إلى خلق عادات وتصرفات جديدة مختلفة عن النموذج السابق، لأنها طريقة تفتح الباب على تجارب جديدة تقود إلى النجاح على المستوى المهني والشخصي، لهذا لا يجب أن لا نحس باليأس والانهيار، إنما نعتمد على الإرادة والمثابرة التي تصنع الفرق بين الشخص العاجز والمبدع الناجح الذي تكون رغبته في النجاح أكبر من خوفه من الفشل.

لا تخف من الخطأ:

الوعي بالذات بداية كل تغيير في الحياة عبر تأمل المستقبل عن طريق الخيال وتصور المشاريع التي تسعى إلى بنائها ذهنيا. لذا لا يجب أن نخاف من الأخطاء لأنه نتعلم منها الكثير من الأشياء على المستوى المعرفي والاجتماعي والمهني، إذ أن أعظم الكتاب المبدعين، لعب الفشل دورا أساسيا في شهرتهم ونجاحهم.

ضع خط وهدف واضح:

 يساعد في إنعاش النفس في العمل والقيام بالمهام الصغير في المشروع الذي تريد حتى تحس بالمتعة، ويجب أن تعزم كل يوم على أداء مهمة محددة. إضافة إلى العزم على شيئا جديدا: خلال وقت الفراغ أو مارس هوايتك المفضلة حيث أن ذلك سوف يدفعك عند استئناف العمل لأن تكون أكثر إنتاجية.

 و القضاء على التسويف الممطلة بسيف المبادرة والابتعاد عن كل مصادر التشتيت عند أدائك لعملك، فلا يجب أن تتصفح الانترنت أثناء تنفيذك لمهامك ولا استقبال الرسائل النصية الهاتفية ولذلك قم بوضع الهاتف المحمول الخاص بك في مكان بعيد نوعا ما عنك حتى تستطيع أن تكون في قمة تركيزك أثناء أدائك لمهامك.




عن الكاتب

ayoub loukili

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

التعلم وتطوير المهارات