بعد أن قدم لنا
مارك كتاب فن اللامبالاة الذي لاقى شهرة واسعة بسبب طرحه الكاتب المميز، يطرح لنا
فكرة جديده في التنمية البشرية بعنوان بعنوان خراب "كتاب الامل " حيث
قسم الكتاب الى قسمين
القسم الاول
الفصل الثاني :
التحكم في النفس وهم
الفصل الثالث :
قوانيين نيوتن في المشاعر والانفعالات
الفصل الرابع :
كيف تجعل احلامك كلها تحقق
الفصل الخامس :
الامل في الخراب
القسم الثاني : كل شي خربان
الفصل السادس :
المعادلة البشرية
الفصل السابع :
الالم هو الثابت الكوني العام
الفصل الثامن :
اقتصاد المشاعر
الفصل التاسع :
الدين النهائي
غياب الأمل في الحياة:
تناول الكتاب بشكل عام عن مشكلات الأمل، حيث وضح أننا نعيش في زمن لافتاً، فمن الناحية المادية صار كل شي افضل من اي وقت مضى، نحن الأن أكثر حرية من جيل سابق في تاريخنا، لكن كل شي يبدو ـ لسبب ما ـ كما لو انه سئ الى حد فضيع لا يمكن تداركه، فان هذه الايام أصبح كل شي في متناولنا من تعليم و تكنولوجيا و اتصالات الا نجد وطأة الاحساس بنعدام الامل . هذا ماحاول الكاتب اخراجنا منه ، حيث يحول نظره من العيوب التي لا مهرب منها في نفس كل فرد ، اعتمد الكاتب في هذا الكتاب ابحاث علم النفس و علي الافكار الحكيمة الخالدة للعديد من الفلاسفة ، فشرح السياسة و الدين و علاقاتنا بالمال و الانترنت و عالم التسلية ، الكتاب رائع وقدم افكار جديدة ووضح فكرة ان البشر يعانون معظم الوقت وانا لا يوجد هناك سعادة ابدية بين كيفية التعامل مع الالم مع اني اختلف مع الكاتب في بعض الافكار خصوصا من الناحية الدينية الا اني انصح بقرائته هذا الكاتب سيضيف لكم الفائدة.
ليس نقيض السعادة هو انعدام الأمل، وهو الأفق اللانهائي من الاستسلام ومن اللامبالاة، إنه الإيمان بأن كل شيء خربان، لهذا فإن انعدام الأمل يعد حالة من العدمية الباردة، وهو إحساس بأن ما من معنى لأي شيء، فإلى الجحيم بكل شيء! فلماذا لا يمضي المرء حياته غير مهتم بأي شيء؟
ليس نقيض
السعادة هو انعدام الأمل، وهو الأفق اللانهائي من الاستسلام ومن اللامبالاة، إنه
الإيمان بأن كل شيء خربان، لهذا فإن انعدام الأمل يعد حالة من العدمية الباردة، وهو
إحساس بأن ما من معنى لأي شيء، فإلى الجحيم بكل شيء! فلماذا لا يمضي المرء حياته
غير مهتم بأي شيء؟
غياب الأمل في الحياة:
يمكن القول إن انعدام
الأمل هو جذر القلق، والمرض العقلي، والاكتئاب، إنه أصل البؤس كله، وسبب حالات
الإدمان، إنه الخوف من مستقبل فاشل، على سبيل المثال قد يكون الإدمان، والأوهام،
والهواجس، كلها محاولات اضطرارية يائسة يقوم بها العقل، قصد البحث عن معنى وراء
هذه الصعوبات والتحديات التي نمر بها في الحياة.
حيث يصبح السعي إلى بناء الأمل المشروع
الأول لدى عقلنا، إن كل معنى، وكل ما ندركه عن أنفسنا وعن العالم، فإن الأمل هو
الشيء الوحيد الذي يكون أي واحد من مستعدا للموت من أجله، ويتجلى الأمل حينما نؤمن
بأنه أكبر من أنفسنا، ومن غير الأمل، نصير مقتنعين بأننا لا شيء. إن قصص الأمل هي ما
يمنحنا إحساسا بأن لحياتنا غاية، فهي لا توحي لنا بأن المستقبل سيأتي بما هو أفضل
فحسب، بل أيضا بأن الانطلاق وتحقيق ذلك الشيء الأفضل أمر ممكن فعلا.
مفارقة التقدم: ستيفن بينكر
اليوم نعيش في عالم أصبحت فيه الأمور
المادية أفضل، من السابق، لكننا نبدو كلنا كما لو أننا نعيش حالة جنون عندما نفكر
في أن عالمنا قد صار مرحاضا كبيرا غائما
بالقاذورات، ينتشر إحساس غير منطقي بالعجز في أنحاء العالم الغني المتقدم.
لأنه كلما تحسنت الأمور، كلما بدا أن الناس يصيرون أشد قلقا وأكثر خوفا خلال السنوات الأخيرة، عمل عدد من الكتاب، من بينهم ستيفن بیکر، على البرهنة على أننا مخطئون في إحساسنا بهذا التشاؤم كله، وذهب إلى أن كل شيء قد صار في واقع الأمر أحسن حالا من ذي قبل، فضلا عن أن من المحتمل كثيرا أن يتواصل هذا التحسن. حيث يدافع عن فكرة أن التقدم ظل مستمرا من غير انقطاع خلال العصر الحديث كله، صار الناس أحسن تعليما وأقل جهلا من ذي قبل. كما أن العنف يتراجع منذ عقود، بل ربما منذ قرون، وقد وبلغت العنصرية والتمييز، والتمييز الجنسي، والعنف ضد المرأة، أدنى مستوياتها في التاريخ المسجل كله.
صارت لدينا حقوق أكثر من أي وقت مضى،
ويتمتع نصف سكان الأرض بالقدرة على النفاذ إلى شبكة الإنترنت، صار الفقر الشديد في
أدنى مستوياته على امتداد العالم كله صارت الحروب أصغر حجما وأقل تكرارا من أي وقت
مضى في التاريخ. انخفضت معدلات وفيات الأطفال، وصار الناس يعيشون أعمارا أطول.
ازدادت الثروة أكثر من أي وقت مضى، كما أننا تمكنا من التخلص من جملة كبيرة من
الأمراض.
ومن المهم أن يعرف المرء هذه الحقائق،
لكن قراءة هذه الكتب شبيهة إلى حد ما بأن تجلس وتستمتع إلى عمك العجوز يخبرك كيف
كان كل شيء أكثر سوءا عندما كان في مثل سنك. على الرغم من صدق ما يقوله لك، فإن
هذا لا يعني بالضرورة أن يصير لديك إحساس أفضل تجاه مشكلاتك أنت، أي تجاه المشكلات
التي تعيشها الآن.
فما السبب في هذا؟
على الرغم من كل ما ينشر اليوم من
أخبار طيبة، فما هي إحصائيات مفاجئة أخرى، في الولايات المتحدة الأميركية، تواصل
أعراض الاكتئاب والقلق ازدیادها بين الشباب منذ ثمانين عاما، وتواصل ازدیادها بين
البالغين منذ عشرين عاما. وهناك تزايد في
نسبة من يعانونه في مرحلة عمرية تزداد مع كل جيل جديد. فمنذ سنة 1985، يعبر الرجال
والنساء عن مستوى أدنى من رضاهم عن حياتهم. قد يكون جزء من هذا الأمر عائدا إلى أن مستويات
الشدة النفسية قد ارتفعت خلال السنوات الثلاثين الماضية، لقد بلغ معدل تعاطي جرعات
زائدة من المخدرات أعلى مستوى على الإطلاق، وتتزايد معدلات الإحساس بالوحدة
والعزلة الاجتماعية.
أصبح الكثير من الشباب يحسون أنهم منبوذون،
أو متروكون وحدهم في حياتهم، ثم إن الثقة الاجتماعية ليست في حالة تراجع فحسب في
أنحاء العالم المتقدم كله، بل هي في حالة انخفاض شديد السرعة.
المشكلة أن الأمل لا يعتمد على
الإحصائيات، ولا يلقي بالا إلى ميل عدد حالات الوفاة الناجمة عن إطلاق النار أو عن
حوادث السيارات إلى الانخفاض، وهو لا يلقي بالا إلى عدم وقوع أية حادثة تحطم
طائرة تجارية السنة الماضية، ولا إلى أن منغوليا قد حققت أعلى مستوى من التخلص من
الأمية في تاريخها كله. كلما صار العالم أحسن، كلما صار أثر أية خسارة أعظم شأنا.
وكلما كانت الخسارة أكبر، كلما صرنا نحس بأن ما ينبغي أن نحلم به قد صار أقل.