أنماط الشخصية-حسب نظرية التحليل التفاعلي-
كل واحد فينا توجد فين الكثير من الأبعاد التي تحدد سلوكه وفعله، على المستوى النفسي والإنفعالي: وهكذا حسب هذه النظرية يفترض بيرن أربعة أوضاع للحياة النفسية.
2-أنا لست على ما يرام –أنت لست على ما يرام.
3-أنا على ما يرام –أنت لست على ما يرام.
4-أنا على ما يرام –أنت على ما يرام: أفضل حالة يمكن أن
تقود إلى التوازن النفسي.
التحليل التفاعلي لانماط الشخصية:
حيث يرى أن الوضع
الأمثل الذي يعبر عن سواء الشخص المقترن بسواء الآخرين (أنا على ما يرام –أنت على
ما يرام). ويرى بيرن أن الأوضاع الثلاثة الأول (1+2+3) تتم في اللاشعور وتعتمد على
المشاعر والأحاسيس، بينما الوضع الرابع يتم في حيز الشعور، ويعتمد على التفكير
والثقة بالذات، في حين أن الأوضاع الثلاث تعبر عن حالة نفسية مرضية تحتاج إلى
العلاج.
خصائص الحالات النفسية:
أنا لست على ما يرام أنت على:
Ø
الإحساس بعد
الرضا نتاج عدم تقبل الأخرين لك، ولهذا أخطر ما قد يتعرض له الطفل هو حالة
اللامبالاة الشيء الذي يقف عائقا أمام نجاح الحياة الخاصة والمهنية.
Ø
إن ما نتلقاه
من مشاعر في محطة الطفولة يظل مستمرا في نفوسنا ويظل عائقا أمام تحصيل النتائج
والغايات التي نصبو إليها في الحياة.
Ø
يحاول الطفل
الداخلي ان يظهر لراشد أنه يوجد في حالة غير متوازنة في حين أن الأخرين يعيشون في
وضعية مرحة وسعيدة الشيء الذي يقف عائقا أمام تحقيق النجاح المهني والتقني.
أنا على ما يرام أنت لست ما يرام
الناس ليسوا أشخاص
جيدين، ولا أستطيع الوثوق بهم.
Ø
قد يكون سبب
هذه الحالة بعض الاهانات التي تعرض لها في الطفولة تجعله يعتقد في نفسه أنه لا
يستحق التقدير والاهتمام، مما يقوده إلى بناء حكم على الأخرين بشكل عام لهذا يكون
هذا الشخص مغرور، وكذلك كثير النقد والاستهزاء بالأخرين، وهذا الأمر يقوده إلى
الكثير من الصراعات والحروب النفسية التي تفقده العمل الجاد والمتوازن.
Ø
هذا النوع من
الناس دائم النقد في العمل والحياة، لديه فرضيات مسبقة أن الناس لن تساعد في شيء
الكل يريد أن يستغل قدراتك وإمكاناتك النفسية والعاطفية، من هذا المنطلق نستطيع
القول، أن هذا النوع من الأشخاص كلما دخل في بناء علاقات لا يستطيع النجاح نظرا
لأحكامه المسبقة عن الناس عموما.
أنا لست على ما يرام، أنت لست على ما يرام
Ø
لست على ما
يرام وأنت لست على يعبر عنها الطفل حينما يكون في حالة من الهيستيرية والقلق الشيء
الذي يدفع الطفل إلى رفض كل الأفكار التي نقدمها له لأنها تضعه في موقف الهروب
والانسحاب من المواقف الاجتماعية وتجعله غير قادر على التعبير عن ذاته وتجعله قليل
التركيز والانتباه على المستوى النفسي والعاطفي.
Ø
حالة انا لست
على ما يرام تشكل وضعية نفسية قد يعيشها الأطفال الذين يولد ونفي ظل أسرة عنيفة،
حيث أن الطفل عندما يتعرض لضرب والعنف يتشكل لديه حالة نفسية مفادها أن الطفل ليس
في حالة يرام لها إنما يوجد في وضعية غير مستقر وغير متوازنة مما يجعله في وضعية
سلبية وغير سعيدة.
أنا على ما يرام –أنت على ما يرام:
أفضل حالة يمكن أن تقود إلى التوازن النفسي.
يعتبر بيرن أن أفضل الحالات النفسية التي تجعل الشخص في حالة من التوازن النفسي والعاطفي، تتجلى في الوضعية التي يكون فيها على ما يرام ويرى العالم الخارجي على ما يرام. يمثل هذا الوضع حالة الشخصية السوية على حين أن الأوضاع الثلاث الأولى تمثل حالة مرضية غير سوية.
التوافق النفسي (تحليل المعاملات الإنسانية):
في مرحلة
معينة من الحياة نختار أحد هذه الأنماط
بشكل تلقائي غير واعي، ويصبح هو الطريقة التي تقودنا في عملية التعامل، والإنسان
السوي هو الذي يعرف كيف ينظمها، حتى يحقق التوازن على المستوى النفسي مع ذاته،
وأثناء عملية التواصل مع العالم الخارجي.
من خلال هذه
النماذج يتم اختيار معظم قدراتنا في الحياة، لهذا فإن المبدعون يحافظون على الجانب
الانفعالي والعاطفي في التعاطي مع المشاكل والتحديات وفهم العالم، فالذي يمتلك
طفلا داخليا متوازن على المستوى الوجداني والعاطفي يكون ناجحا ومتميزا في جميع
أنواع عمليات التواصل التي يقيمها في الحياة اليومية على المستوى العائلي
والاجتماعي والمهني، على النقيض فإن الشخص الذي لديه تسجيلات الطفل تقر أنه ليس
على ما يرام تنعكس سلبا على حياته الاجتماعية، حيث يفشل في تحقيق التوازن
الداخلي.
هذه المسألة
يمكن فهمها في بعض الوضعيات التي نسقط فيها حيث، يخبر الأب عن ابنه أنه فعل حسنا
أو نجح في عمله أو أنه جميل، كثير من الأطفال يكرهون هذا التعامل الذي يجعل منهم
مجرد شيء، لهذا نجد أن الأطفال المتميزين والمبدعون ينفرون كثيرا من هذا النوع في
التعامل الذي يجعل منهم موضوعا وليس ذات تمتلك الاستقلالية والإرادة.
من هذا المنطلق تبدأ الألعاب النفسية التي تمثل الحالة الغير السوية للشخصية في الظهور عبر من سلسلة التنبيهات والاستجابات، تعطي جملة من المخرجات المتقطعة، يحضر فيها نوع من الصراع والاختلاف على مستوى المثير والاستجابة الغير منسجمة.
وسوف ندرك هذه الأبعاد في النماذج التطبيقية التي سوف نقدمها في الحلقات المقبلة:
ذ. أيوب الوكيلي