التعلم وتطوير المهارات التعلم وتطوير المهارات
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

مراجعة كتاب لا بطعم الفلامنكو: الجزء الأول. ذ أيوب الوكيلي


ملخص كتاب لا بطعم الفلامنكو: محمد طه 

"كتاب يبوح بما لا يمكنك البوح به"


يتكلم الكتاب بالأساس عن التغيير، لكن بمستوى عميق يتجاوز السطحية، و ليس التغيير السطحي وجرعات التحفيز والنشاط الشبيه بالمسكنات كما هي في الكثير من كتب ودورات التنمية البشرية،  إنما يقصد به التغيير الذي يتخلل أعماقنا، التغير الذي يوجه وعينا وتركيزنا وتفكيرنا لعلاج وحل مشكلاتنا والتصالح معها، أو على الأقل عدم تكرارها مجددا، من خلال مجموعة من الدراسات العلمية البحثية في مجال علم النفس.

هذا الكتاب من النوع الذى يترك أثرا بداخلك ويزرع بداخلك الدافع للتغيير

ملاحظة بسيطة أن الكاتب تعمد أن يكون الكتاب مزيج من العامية المصرية واللغة العربية، هذا هو العيب الأساسي في الكتاب لكن على مستوى الأفكار والقضايا يوجد وضوح في المعاني والدلالات

 الجزء الأول:  واحد صحيح

يندرج تحت عنوان واحد صحيح  حيث تناول فيه المؤلف فيه مقالات مختلفة يبحث فيها عن أهمية تقبل أنفسنا بأخطائها وفشلها ومخاوفها ويؤكد على أن التقبل الذات وارضاء ذاتت، هو الخطوة الأولى للتغيير والتحول لأفضل لكن لتكن لديك الطاقة للتغير يجب عليك أولا الاعتراف وتقبل ما انت عليه 

 قل كلمتك وامضي

تعلم أن تقول كلمة لا من أجل الحفاظ على شخصيتك وقيمتك ليس المهم أن ترضي الناس دائما، تعلم قول هذه الكلمة بأدب في سياقها حتى لا يعتبرها الناس نوع من قلت الأدب.  كلمة لا تدل على أنك موجود ومولود في هذا العالم.

من حقك التعبير عن مشاعرك ومواقفك في الحياة، كلمة لا تدل على أنه لديك فكر مستقل تستطيع قوله، تمثل مواقفك وتصورك من الحياة والوجود بهذه الطريقة تعبر عن وجودك في هذا العالم. إن لكلمة لا جعلت المبدعين يخرجون عن النمط الثقافي المألوف ويصنعون المستقبل، الأنبياء قالو كلمة لا للظلم والعدوان.

 بهذه الطريقة تعتبر كلمة لا وسيلة للخروج عن القيود والحدود التي يصنعها لنا المجتمع. كلما تعلمت أن تكون مستقلا وتقول كلمة لا سوف تجد الكثير من الناس يرفضون مواقفك وتصوراتك لأنها خارجة عن المألوف.

لكن المشكلة أنه كلما اعتقد الإنسان أنه مستقل، قد يحسب نفسه مستغنيا، طبعا كلنا نحتاج إلى الأخر لكي نعبر عن مشاعرنا واحتياجاتنا العاطفية والوجدانية، طبعا الحاجة ضرورية حتى نكون متميزين وناجحين في الحياة على المستوى التواصلي والحواري.

كل ما نعيشه من خبرات وجدانية وعاطفية يؤثر على سلوكياتنا في المستقبل، لأن الطفل يمر بمجموعة من المراحل على المستوى النفسي. مرحلة الأولى هي الكمون حيث يكون الطفل مكتفيا بذاته لا يهتم بالعالم الخارجي وتحصل هذه المسألة في الشهور الأولى بعد الولادة، حيث يحس الطفل بأنه مستغني عن العالم.

 المرحلة الثانية: مرحلة التكافل يرتبط فيها الطفل بأمه ويعتقد أنه ليس في أي حاجة للعالم الخارجي يحتاج إلى أمه فقط، يرى أن علاقته بأمه تغنيه عن الارتباط بالعالم الخارجي بكل أشكاله وألوانه.

المرحلة الثالثة: مرحلة الافتراق تبدأ في سنة ونصف حيث يبدأ الطفل بالإحساس أن أمه بعيدة عنه ومختلفة عنه خصوصا بعد مرحلة الرضاعة، في الكثير من اللحظات يحس أنه في رغبة فيها غير أنها غير موجود، هنا يبدأ في إدراك وجود عالم مختلف بين الشخص الأولى الذي هو الأم التي تمثل عالم مختلف عنه وليس متماهيتا معه. هنا تحصل مرحلة الصدمة على المستوى النفسي لدى الطفل، وفي نهاية السنتين يدرك الطفل أنه مختلف عن أمه أنه يحمل ذات مستقل على المستوى الوجداني والعاطفي.

حضور الأخر الغير في أذهاننا:



هذه المرحلة خطيرة لأنها عندما يحمل الطفل الأخر معه في ذهنه، يستطيع أن يستحضر مشاعره تجاه الأخر بدون حضوره، معناها العلمي هو الإثبات الداخلي للأخر، لكن ما قيمة وجود الأخر الافتراضي إنه يمتلك قيمة حينما تحس أنك وحدك وفي حالة قلق تستذكر بعض اللحظات الجميلة مع الأخر لكي تواسي نفسك فيما تحس به من قلق وخوف من الأخر.

لهذا السبب نحس بالسعادة حينما نكون في علاقة صداقة ومحبة وود مع الأخرين، حتى عندما تتذكر اللحظات الجميلة مع هذا الأخر تحس بنوع من الراحة على المستوى النفسي والعاطفي والوجداني. لهذا السبب نجد أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يحتاج إلى التقدير من طرف الأخرين لأن تلك المشاعر العميقة في النفس.

طبعا هنا توجد مشكلة إرضاء النفس من خلال التقدير الذي يتلقاه من العالم الخارجي، هذا الأمر سلبي ومدمر للشخصية، بمعنى أخرى قدر الناس واحترمهم وابني معهم علاقات. لكن هذا الأمر لا يعني أنك لست مرتاح عندما تكون وحدك التقدير نحتاج أن نبنيه من خلال المشاعر العميقة في النفس والحفاظ على شغف الحياة في نفوسنا بهذه الطريق ونستطيع تحقيق التوازن بين مشاعر الاستقلالية الذاتية وحضور الغير.

مرايا الروح: التواصل مع الذات والأخرين



اكتشف علماء الأعصاب في العقود الأخيرة وجود خلايا مراوية في الدماغ، تشتغل حينما نتفاعل مع الأخرين في العالم وترسل أمواج متشابه على المستوى العصبي، مثلا إذا كنت جالس مع شخص كله مرح وفرح بدون أن تشعر سوف يفرض عليك حالة المرح بطريقة غير واعية، وبالمقابل إذا كنت جالسا مع شخص كئيب كل أفكاره السوداوية، سوف تنتقل إليك، بطريقة غير واعية تحس بأن هذه الحالة النفسية بدأت تلبسك وتشعر بها بطريقة غير واعية نتيجة بعض التفاعلات النفسية العصبية، تتم الملائمة بين المشاعر.

ومنه فإن هذه الخلايا تنمي لدى الإنسان حس التعاطف والقدرة على قراءة مشاعر الأخرين وتبادل الخبرات النفسية، من خلالها ننمو ونكتسب خبرات ومشاعر ونفهم أنفسنا فقط بالحركات الجسدية بدون تردد.

لذلك فإن القدرة على التقمص العاطفي تعتبر من أهم الأليات التي تساعد في نمو الشخصية وتطورها وجدانيا وعاطفيا الشيء الذي يساهم في مراجعة التصورات والاعتقادات التي تعودنا عليها منذ مرحلة الطفولة، تساعد هذه الألية في تحسين العلاقات، يصبح كل واحد منا قادر على المشي في حذاء غيره بدون مشاكل أو تحديات.

بهذا المعنى نكون أمام وسيلة فعالة من أجل تحسين العلاقات الداخلية، كلما مر الإنسان من ابتلاء وكانت حالته النفسية جيد فإنه سوف يقاوم ويخرج من تلك الحالة بسلام، لكن إذا كان يعيش في صراع دائم مع نفسه والأخرين سوف يعيش جحيما نفسيا مختلف على المستوى الشخصي والعاطفي.

يوجد الكير من الناس يعانون من اضراب تعدد الشخصيات الشيء الذي يجعلهم يلبسون شخصيات مختلفة بسبب بعض الاضطرابات النفسية مثل النسيان المتعمد الذي يحدث في لحظة الصدمة الشيء الذي يجعل الشخص يخفي جزء عميق من شخصيته في بعض التجارب العصابية مما يتطلب علاج ووعي بهذه الحالة، لأن العقل يحمي نفسه من الجنون.

 من خلال هذا النوع من النسيان الذي يطور نوع من الكبت، الذي نحاول من خلاله اخفاء بعض الأحاسيس التي تخرج بطريقة غير واعية وهذا ما يجعلنا في بعض اللحظات غير قادرين على التحكم في أنفسنا، على المستوى العاطفي والوجداني.

يمكن القول إذن أن بداية العلاج تبدأ من تقبل الحالة النفسية التي تحضرنا وعدم التصارع معها واعتبارها شعور عادي لأنك عندما تجعل منها شعور مكبوت يقرر العقل الغير واعي استحضارها بشكل دائم حتى يشعرك بعدم التوازن النفسي والانفعالي.

تقبل الذات هو بداية التغير:

إن التقبل معناه أن نفهم السبب الخفي الذي يدفعنا لهذا الإحساس على المستوى النفسي والعاطفي، معرفة الأساليب التي تساعدنا في علاجها، والتخلص منها بهذه الطريقة نستطيع أن نغير ونعالج أنفسنا أما إذا رفضنا هذه المشاعر ولم نترك لها مجالا للظهور فإنها سوف تتصارع معنا وتهزمنا.

 لأنه كل سلوك غير سوي على المستوى النفسي يظهر بهدف خلق التوازن على المستوى العاطفي. مثلا الجبن قد يظهر في شخصيتك ليحميك من الغضب، الوسواس قد يظهر من أجل خلق توزان عاطفي، الجزء المكتئب قد يظهر حتى يحصل لك توزان على المستوى النفسي والعاطفي.

في رحلة العلاج النفسي أول خطوة هي أن تتقبل المشاعر التي تحس بها وأن تتصالح معها لأنه بهذه الطريقة تستطيع حل هذه المشكلة وتجاوزها على المستوى الوجداني والعاطفي، هذا الأمر سوف يساعدك في علاج الذنب العميق على المستوى الوجداني، تحتاج إلى طبيب نفسي يعالج هاته الحالة الهوسة.

يمكن القول إن التكامل النفسي يتحقق بالتوازن بين الشخصيات الموجود في نفوسنا والحفاظ على روح الطفل المرحة وعدم الخوف من المشاعر السلبية إنما تقبلها والدخول معها في عملية حوار حقيقي يعكس حقيقة المخاوف التي تمر منها. مثلا خوفك من أن تبقى وحيدا هذا الأمر سلبي يجب أن تتجاوزه وتتعلم من أخطائك التي وقعت فيها وتحسن من جودة التعامل مع نفسك وأن تكون صريحا معها وواضح في المشاعر التي تحس بها.

أنت عبقري:


كل إنسان يستطيع أن يكون مبدعا وعبقريا هو في حاجة فقط إلى أن يؤمن بذاته وقدرتها على تحسين جودة العلاقات على المستوى التواصلي والحواري، ليس الإبداع هو أن تأتي بجديد إنما تبدع في نفسك من خلال القدرة على تغييرها وتحسينها نحو الأفضل وإخراج أفضل نموذج ممكن يكون بداخلك.

ولا تقل قد فات الأوان لأن هذه الطريقة من التفكير تجعل الإنسان لا يحس باللحظة باعتبارها أهم عنصر يجب أن نركز عليه، من خلال بعض التدريبات التي تجعل الأفراد يأكلون بطريقة تجعلهم حريصين على الإحساس باللحظة بكل مشاعرها الإيجابية التي تنمي الشخصية وتطورها بدل الجلوس في بعض الأمكنة التي لا تساعد في تنمية شخصيتك و أبعادك.

ذ.أيوب الوكيلي


عن الكاتب

ayoub loukili

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

التعلم وتطوير المهارات