المحور الأول: التجربة والتجريب. ذ. أيوب الوكيلي

 

المحور الأول: التجربة والتجريب:

ماهي خصائص المنهج التجريبي وقيمته في بناء المعرفة العلمية؟ وكيف تطور هذا المنهج؟

کلود برنار (التصور التجريبي التقليدي): المعرفة إنصات للطبيعة

يعتبر كلود برنار أنه لا سبيل إلى المعرفة العلمية إلا عبر المنهج التجريبي الذي يتطلب من العالم الجمع بين شرطين منهجيين ضروريين: أولهما، قدرته على الجمع بين الملاحظة والتجربة واقتراح الفرضيات، وثانيهما أن يكون حذرا من الوقوع في الملاحظة الجزئية والمستعجلة لأن التساهل في الملاحظة يؤدي إلى تشويه إدراك الظاهرة المدروسة، إما بإهمال بعض أجزائها أو بتعميم بعضها على بعض.

     يجمع العالم التجريبي حسب كلود بيرنار وأرماند كوفيليي بين شروط الملاحظة العلمية ومبادئ التجربة عندما يخضع الفروض لمبدأ التحقق. فالعالم تجريبي يبني قوانينه تبعا لخطوات منهجية ونظرية.

المناقشة:

إلى أي حد يمكن القول ان التجريب العلمي على التحقق التجريبي؟ اليس بإمكاننا القول أن التجربة حاضرة على المستوى الذهني أو ما يسمى التجارب التي تعتمد على الخيال؟  إذن ما الخيال في بناء المعرفة العلمية؟ وهل يمكن للمنهج التجريبي الاستغناء عن الخيال العقلي؟

يؤكد على أن المنهج التجريبي لا يمكنه الاستغناء عن الخيال ويدافع روني طوم عن المنهج التجريبي في صيغته المعاصرة، بحيث يعتبر أن المنهج التجريبي لا يمكنه الاستغناء عن الخيال العقلي، وبالتالي فالعقل لا يحظر فقط في الفرضية بل في مجموع مراحل المنهج التجريبي. ويميز هذا الرياضي الفيلسوف الفرنسي بين التجربة بمعناها الخام والتي لم تلعب أي دور في نشأة العلم الكلاسيكي بل شكلت عائقا لتطوره في الحقيقة وبين التجريب والذي يتميز بكونه مسألة منهجية للطبيعة، تصاغ بلغة رياضية دقيقة.

تركيب:

من خلال ما سبق يتبين أن، إنتاج المعرفة العلمية، أو بناء النظرية العلمية، يرتبط بالواقع المادي الملموس، إضافة إلى التجارب الذهنية التي تمثل الجانب الرياضي، الذي يدفع العقل إلى الخروج عن العقلانية المغلقة نحو العقلانية المفتوحة، وبالتالي فإن والاختلاف المواقف يجد تفسيره في تباين المنطلقات الفكرية بين تصور يبدو سجين النزعة الوضعية التي تنظر إلى التجريب كمصدر وحيد لبلوغ اليقين العلمي، والموقف العقلاني المنتفتح الذي يؤكد على اندماج الخيال في صميم المنهج العلمي.

أيوب الوكيلي