التعلم وتطوير المهارات التعلم وتطوير المهارات
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

مراجعة كتاب علاقات خطرة: الدكتور محمد طه الجزء الأول، ذ أيوب الوكيلي

 

 الجزء الأول: كيف تحسن علاقتك بنفسك وبالأخرين:


يعد هذا الكتاب من تأليف الكاتب الدكتور محمد طه أستاذ بالطب النفسي، يحرص دكتور محمد على أن تشتمل كتاباته الأمور التي تعرض لها في حياته أو التي واجهها غيره من الأشخاص، يتسم الكتاب بأسلوب الكتابة البسيط الذي يقترب من اللغة العامية.

يستند مضمون هذا الكتاب على تناول مختلف أنواع العلاقات التي يمكن أن يتعرض لها الفرد في الحياة الاجتماعية، تعد العلاقات سلاح ذو حدين فهي أصل السعادة والبهجة وأيضاً مصدر محوري للتعاسة والألم والأسى، يمكن أن تشفي العلاقات الآلام ويمكن ان تسبب الألم في الوقت ذاته، يحتمل أن تكون علاقة هي السبب الرئيسي لصلاح وتغيير الانسان ويحتمل أن تكون هي السبب في أذى الأشخاص، فالعلاقة تؤثر بشكل أساسي على الصحة والحالة النفسية والجسدية للشخص، وصنف المؤلف محتوى هذا الكتاب إلى خمسة أجزاء.

اكتشاف الذات:

إن أعقد ظاهرة حاول العلماء فهمها ودراستها ليست الطبيعة وما تحمله من خفايا ومكنونات، إنما هو الانسان ذلك الكائن الغريب والعجيب، الذي تحصل فيه الكثير من الصراعات والتناقضات النفسية والعاطفية والفكرية. البشر ليسوا شفافين مثل الظواهر الطبيعية، هما غرباء الأطوار لديهم ظاهر وباطن ذات حقيقية وذات مزيفة، جسم وعقل والروح، كل هذه الاشياء وغيرها تشكل هذا الكائن الغريب والعجيب.

ازدواجية الخطاب الإنساني: كل واحد منا لديه خطاب مباشر وخطاب خفي، رسالة نقولها بأفواهنا ورسالة خفية نحاول ألا يعرفها أحد سوانا، نحرم أنفسنا من التصالح مع الذات والجسم، نقدم للجسم رسائل متناقض ليست متوازنة على المستوى العاطفي.

ماهي العلاقات التي نقيمها مع ذواتنا ومع الناس؟ هل للعلاقات التي نقوم بها تأثير على نفوسنا وعواطفنا؟ يمكن القول إن تعزيز العلاقات الطيبة هو الذي يساهم في إصلاح الجسد والنفس ويعمل على تنمية القدرات الحقيقية لدى الإنسان، وبهذا المعنى نستطيع الوصول إلى حالة التوازن العاطفي والوجداني. لأن الإنسان يتكامل بالحب والعلاقات الطيبة والكريمة.

إشكالية التواصل الفعال:



المشكل في التواصل هو عندما أتكلم بصوت وحالة معينة، ويرد الطرف الثاني بحالة مختلفة مثل راشد طفل، أو والد طفل، في هذه الحلات يقع الاقفال في عملية التواصل الشيء الذي يلغي الحوار ويقطع التبادل في وضعية ما. معظم العلاقات يحصل فيها إقفال إذا لم يكن هناك تواصل جيد بين الناس، وتلك الأحكام المسبقة لن تساعد في شيء إنما تعزز العلاقات الخطيرة لهذا يجب أن تتقبل الطرف الأخر كما هو دون صراع.

الاسقاط السيكولوجي:

 يعتبر المحلل النفسي فرويد من الرواد الأساسين في مجال التحليل النفسي، حيث كشف الغطاء عن بعض الأمور تتحدث في النفس الإنسانية، يسميها الحيل النفسية. حالات نحكم فيها على شخص ليس موجود أمامنا، حيث نقوم ببعض ردود الأفعال غير مفهوم تجاه هذا الشخص، مثل الغضب أو الصراخ أو الحب..... بطريقة غير مفهوم، هنا نحن نكلم شخصا أخر يوجد بداخلنا بطريقة غير واعية: احذار من أن تلبس دور من الأدوار التي كان المجتمع يريد أن يلبسك إيها، خصوصا أننا نعيش مجموعة من الخبرات النفسية السلبية في مرحلة الطفولة نقوم بكبتها وتحويلها إلى حالة اللاوعي مما يؤثر سلبا على شخصياتنا.

مثلا نلبس دور الضحية حينما نجعل من الأخرين أشرار لا يهتمون بنا، ونلعب دور البطل المنقذ الذي يقدم النصح للناس، وهو في الحقيقة لا يستطيع مواجهة نفسه وتصرفاته وقدراته. وهكذا دواليك كل مرة نلبس دور مختلف عن أخر مما يجعلنا غير قادرين على تقبل المشاعر الدفينة، وهنا تأتي الحيل النفسية والألعاب النفسية التي تلعب دور المحفز لخروج تلك المشاعر الدفينة في النفس الإنسانية والقدرات العقلية والعصبية.

يتلقى الانسان في محلة التربية قيما وعادات مختلفة ومتنوعة، الشيء الذي يجعلنا نقلد الناس الذين نحب مثل الأب والأم، لكن في أحيان أخرى نحن نصل إلى مرحلة التقمص النفسي والوجداني، يحصل لما نجد أنفسنا نلبس نفس دور.

لكن الغريب والعجيب أن الإنسان قد يتقمص دور الشخص الذي أتعدى علينا، هذا الأمر يسمى التقمص السلبي، لما تلبس دور الأب الظالم وتكرر نفس السلوكيات التي كان يفعل معك الأب، أو تلعب الأستاذ الذي يوبخ طلابه، مثل فعل معك أستاذك، يمكن القول إن هذا النوع من التقمص سلبي يدمر الشخصية الإنسانية ويمنعها من النضوج والتطور والتخصيب المعرفي والوجداني.

احذر من النكوص:



كل إنسان يمر من تجارب جميلة وسيئة، وعندما نحس بعدم الأمان يحاول عقلنا الحافظ على نفوسنا ويمنعنا من الموت من خلال مجموعة من العمليات النفسية الخفية الغير مباشرة، من أهمها الدخول في حالة النكوص العودة إلى الوراء، عندما نتعرض لصدمة نفسية كيفما كانت ولا نستطيع التخلص منها نحاول الرجوع للوراء من أجل الدفاع عن أفكارنا وتصوراتنا وتوقعاتنا حول الذات والعالم.

كل إنسان يمر من بعض حالات النفسية التي يرغب فيها بالرجوع إلى المرحلة الجنينة اعتقادا منه بعدم الراحة، وبعض الناس تفضل القيام بعملية النكوص بشكل مختلف عن الأول من خلال العودة إلى محلة الطفولة.

يمكن القول إن المسلسل المصري سارة، يمثل نموذج لهذه الحالة النفسية التي عندما فقدت الأمل في الحياة قامت بالنكوص للوراء، العودة إلى مرحلة الطفولة، وهذه الحالات نسميها الحالات الفصام، التي يفقد فيها الإنسان القدرة على التحكم في تصرفاته، يصاب بالجنون أي الخروج عن المألوف.

لهذا يجب أن نحذر من هذه الحالات النفسية التي تمنعنا من التوازن النفسي والشعوري والعاطفي، والوجداني لهذا حاول أن تضع برنامج لتواصل مع العائلة والأصدقاء ولا تنتظر ولا تعش بالحب المشروط.

أنت تكرهني إذن أنا موجود؟

أهم عملة في الحياة الانسانية تكمن في الإحساس بالراحة والتقدير الذاتي من طرف الناس من حولك، غير أن مشكلة الإنسان أنه يمر ببعض الأزمات الشيء الذي يمنعه من تطوير شخصيته ويدخل في حالة اضطراب نفسي يفقده البوصلة والتوزان على المستوى النفسي.

لهذا يبحث الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية عن التقدير والاحترام، يجدونه في بعض الأساليب الغير مباشرة من خلال صناعة المشاكل مع الأخرين، والحديث عنهم في العمل المباشر يظهر هذا الشخص بأنه مستاء، لكن على المستوى الخفي هو يبحث عن التقدير ويقول للعالم أنا موجود حتى لوكان هذا الأمر بأسلوب سلبي يلغي حريته وقدراته وإمكاناته.

يقر علماء النفس أن الأمراض النفسية ترتبط ببعض الأبعاد البيولوجية والوراثية، لكن في كثيرا من الأحيان يكون مصدرها أسلوب التربية الذي نتلقاه منذ مرحلة الطفولة. كل إنسان يمتلك جهاز نفسي يسجل جل التجارب التي مر بها منذ لحظة الولادة حتى الموت، لهذا يجب أن ندرك أن الرسائل التي نقولها لأبنائنا تؤثر على تصرفاتهم وردود أفعالهم، لهذا نحتاج الوعي بهذه المسألة، ونحذر من المعاملات المسيئة، لأنها تقلص من احترام الذات.

لهذا يجب أن نتعامل بشكل دافئ وجميل مع أبنائنا حتى يحسو بنوع من الراحة النفسية والرضا الذاتي، كل شيء في هذا العالم يتطلب التوازن لأن الغلو يلغي حرية الإنسان ويمنعه من الإحساس بالأخر على المستوى العاطفي، الصورة التي يجب أن تكون حلقة في أذاننا أن الخبرات النفسية صعبة لهذا احذر من الكلمات التي تقول للناس حتى لا تؤذيهم عاطفيا ووجدانيا.

الحزن الأزرق الدافئ:

من حق كل إنسان أن يحزن لأنه تجربة وشعور انساني عميق لا يجب أن نمنع أنفسنا من الحزن، لأنه شعور عميق في النفس، نحن كل متجانس لا يمكن تقسيم نفوسنا إلى أجزاء كل ما يمكننا القيام به هو التعايش مع المشاعر التي توجد في دواخلنا ونحس بها، ولا تدع حالة الهوس تمنعك من التعبير عن مشاعرك، كيفما كان نوعها وشكلها النفسي.

يمكن القول إن أول فقدان نتعرض له في هذا الوجود هو فقد الأم، حيث يحس الطفل بأنه بعيد عن أقرب موجود كان يعتقد أنها جزء منه، لكن مع الزمن نبدأ في التأقلم مع حالة الفقد والقدرة على تقبل فكرة الحزن وأننا يجب أن نتحمل المعاناة، أو تحصل حالة النكوص التي تدفعنا إلى الرجوع إلى الوراء بحيث نكون بعيدين عن أنفسنا وقدراتنا العصبية والنفسية.

تقبل الحياة والموت:

الحياة والموت هي دورة وجودية لا يمكن الاستغناء عنها كل تجربة في الحياة، تدفعنا إلى الايمان بهذه الفكرة كل مرة ننام فيها نحن نموت، وعندما نستيقظ نعود للحياة، بهذه الطريقة يمكن القول إن الموت ليس شيء سيئ لأنه جزء موجود داخل ذواتنا، لكن النظرة التي نرى بها الموت هي التي تخلق الفرق بين الناس، كما يوجد بداخلنا غريزة الحياة التي تتجلى في الحب والرغبة في التناسل، والبحث عن علاقات، كذلك توجد لدينا غريزة الموت التي تمنعنا من الإحساس بالذات وفهم معناها.

لهذا نحتاج التعايش مع هذا الوجود، لأننا مجرد ضيوف في هذا العالم نحتاج أن نعيشه بأجمل شكل يخدم الحياة وجماليتها، ومن جهة أخرى التركيز على تحسين جودة الحياة في نفوسنا، ووضع الاختيارات الصحيحة في المكان والزمان المناسب، لأنه يوجد الكثير من الناس لديهم المعرفة لكنهم لا يستطيعون تحديد الأسلوب المناسب للحياة الطيبة والجيدة.

الثقوب النفسية:



كل إنسان لديه الكثير من الفجوات النفسية التي يسعى إلى ملئها بأساليب مختلفة ومتنوعة، لكن أين المشكلة، القضية أنه يوجد الكثير من الناس تبحث عن المال من أجل اكتساب التقدير، أو يبحث عن العلم والمعرفة، أو يكون مشهور، أو يكون عند أصدقاء كثر، غير أن هذه الوسائل ليس بإمكانها أن تصل إلى نقطة أساسية وهي الاعتقاد أنك تستحق التقدير.

إذن تقديرك لذاتك هو الجوهر الذي يقود إلى حياة نفسية متوازن، الطريقة التي يجب أن نتعامل بها مع الأزمات النفسية تحتاج إلى بعض الصدق والوضوح مع النفس، حتى نفهم أنفسنا بشكل موضوعي، ولا نرهقها ونضعها في وضعية صعبة تحس فيها بالمعاناة والقلق.

كل إنسان يعيش في مجموعة من الصناديق والعادات السلبية التي تمنعه من رؤية العالم على حقيقته، ليس كل ما نراه ونعتقده هو الحقيقة، بل هناك أشياء في هذا الوجود لسنا قادرين على رؤيتها لهذا نحتاج أن نفهم الذات والحالات النفسية بنوع من العمق، والقدرة على الخروج من الأنماط الثقافية التي تعودنا عليها منذ مرحلة الطفولة، لأنه توجد أشياء أخرى نحن في حاجة إلى التحدث عنها وإدراك معانها وقيمتها المادية والمعنوية.

قد تستيقظ يوما وتجد نفسك أنك فقدت وظيفتك وعملك، وأن أقرب أشخص إليك غير موجود، هل أنت هو هؤلاء الأشخاص أم أنك مستقل عنهم، المشكلة أنه كثير من الناس يلبس الأدوار التي يقوم بها في الحياة، رغم أن هذه الأدوار لا تمثل سوى جزء ضئيل من كينونتك..

الصورة كاملة:

الصورة الكاملة لذات الإنسان تتجلى في قدرته على الخروج عن الصورة النمطية التي يرى بها نفسه والدخول في تجارب مع الأخرين والقدرة على التسامح من خلال الحضن الذي يعزز إحساس الراحة في نفوسنا، طبعا كل واحد مر من تجربة ومعاناة بطريقة معينة، لكن هذا الأمر لا يلغي أن كل واحد فينا قادر يتجاوز الصدمات النفسية التي مر بها في الحياة.

يوجد الكثير من الآباء الذين يساهمون في خلق مجموعة من الاضطرابات لدى أبنائهم اعتقادنا منهم أنهم يقومون بحماية أبنائهم، لكن هم في الحقيقة يقومون بتدمير أبنائهم، تأتي المرأة في لحظة معينة فتقرر أن تتخلص من أنوثتها، وتمنع نفسها من الحياة، في سبيل أبنائها، لكن هذا الأمر يحصل بطرق مختلفة ومتنوعة، لهذا نحن في حاجة إلى نوع من التوازن النفسي، والقدرة على التقبل حتى لا نكون من يساهم في تراكم الصدمات التي يتم توارثها بين الأجيال.

وذلك عن طريق التسامح والحب، والتقبل والفهم، عندما نأخذ الصورة كاملة نستطيع أن نفهم عمق هذه الأحاسيس التي تعيش في أحشائنا، بهذه الطريقة نكون في حالة نفسية قادرة على تقبل الأحداث التي تحصل في العالم الخارجي نتقبل الواقع كما هو.

جهاد الجينات:

من المعلوم أن النفس البشرية أعقد من كل الأشياء الموجودة في هذا الوجود، باعتبارها مزيج بين القواعد والحتميات النفسية والجينية والتربوية، ومن جهة أخرى نتيجة مجموعة من القرارات العقلية التي نختارها بطريقة حرة وإرادية هنا يحصل الفرق بين الناس.

يوجد داخل كل إنسان فطرة قوية اسمها الارادة والحرية نستطيع أن نتجاوز هذه الظروف من خلال القرار بحماية الذات من هذه الأمراض النفسية، والقدرة على التعبير بحرية. في هذا الصدد تحصل مجموعة من التحولات النفسية والعصبية التي من خلالها نعبر عن ذواتنا ونختار أن نكون من نريد، والخروج من الأزمات النفسية والعصبية، التي نسقط فيها حيث نقاوم الأزمات النفسية ونستطيع حلها بأسلوب سهل وبسيط.

إذن فإن قوة الإنسان تكمن في القرارات التي يتخذ من أجل مواجهة الصعوبات التي يمر بها، لا تترك الفرصة للمشاعر السلبية أن تتغلب عليك، حاول أن تكون ايجابيا وتنشر بذرة الأمل مع نفسك ومحيطك، تجاوز الحالات النفسية التي نحس فيها بالانهيار، القدرة على تقبل المشاعر التي نحس بها، تحسين علاقتنا مع الذات والابتعاد عن الذات المزيفة ومحاولة التقرب من الذات الحقيقة، ولا تربط قيمتك الذاتية بالناس، إنما حاول أن تكون نفسك في كل الأوقات والأحوال.

ذ.أيوب الوكيلي

عن الكاتب

ayoub loukili

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

التعلم وتطوير المهارات