مراجعة كتاب: قوة العادات ذ. أيوب الوكيلي

 

قوة العادات: لماذا نعمل ما نعمل في الحياة الشخصية والمهنية؟
للكاتب تشارلز دويج 

ما هي العادات؟

فعل أو سلوك يقوم به الإنسان بشكل تلقائي لأنه أصبح جزء جوهريا من طبعنا، كل شخص يمتلك مجموعه من العادات يتكون منها يومه، وينتج عن تلك العادات شكل الحياة ونوعيتها بالنسبة لهذا الشخص، ولكل واحد جملة من العادات التي يسعى إلى التخلص منها وتجاوزها على المستوى النفسي والاجتماعي.

كيف تتكون العادة:

يقول وليام جيمس: الإنسان يمكن أن يغير حياته إذا ما استطاع أن يغير اتجاهاته العقلية

تكمن قوة العادة في أن تصبح جزء من حياتك وأن تقوم بها بسهوله دون أي جهد أو قوة تصبح مسألة تلقائية على المستوى النفسي والعصبي، يمكن القول إذن إن من أهم خصائص عقل الانسان أنه شديد الذكاء فعندما يجدك قمت بسلوك ما بشكل متكرر يقوم العقل بتصنيف هذا السلوك على أنه عادة، حيث يبدأ العقل بالقيام بهذا السلوك دون مجهود أو مبادرة.

مثال توضيحي 

عندما تعلمت المشي لأول مره كان سلوك جديد عليك وانت طفل كنت تقوم به وأنت تفكر في كل حركه قبل أن تنفذها وبعد إن اعتدت على السلوك نفسه وهو المشي أصبح عادة ولست محتاج أن تفكر قبل أن تخطو كل خطوة.

مكونات العادة

1- المؤثر أو المحفز : وهى العوامل والمؤثرات التي تدفعك لفعل العادة 

مثل تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، احساسك بالفراغ أو الملل يجعلك تقوم بهذه العادة.

2- السلوك : وهو ممارسه العادة نفسها 
مثل توجهك إلى المطبخ وعمل القهوة بعد الاستيقاظ مباشرة، أو فتح الهاتف النقال مباشرة بعد الاستيقاظ بعد النوم.

-3 المكافأة: المشاعر التي تحصل عليها من خلال قيامك بالعادة
  نوع من الاسترخاء أو المتعة تحس بها مباشرة بعد ممارسة العادة.

 مثال: عادة القراءة مثلا تُشعر صاحبها بالرضا لأن الشعور بالمعرفة يزيد الثقة بالنفس ويسعد القارئ والمكافأة هنا هي الشعور بالمتعة والسعادة أثناء القراءة 

هذا الجزء من تكوين العادات هو أساس تكوين العادة لأنه يعتمد على مشاعرك التي تحصل عليها من هذه العادة مما يجعل اكتساب العادات السيئة سهل لأنها تشعرك بالمتعة المؤقتة.

كيف تصنع عادات جيده وتستمر عليها

مراحل اكتساب العادة:

1-المقاومة:

وهي أصعب مرحلة لأن عقلك غير معتاد على هذا السلوك وفى هذه المرحلة يقول الكاتب ركز على قوة الإرادة ومجاهدة النفس لتحقيق السلوك وتكراره حتى يصبح عادة. والافضل هنا أن نركز على الشعور الإيجابي المترتب على العادة المكتسبة ووضع هذا الشعور بحد ذاته كحافز لتحقيق العادة.

2-عدم الراحة

  في هذه المرحلة يكون السلوك أقل شده من المرحلة الاولى ولكنه لم يصل بعد إلى مستوى التلقائية التي تجعل السلوك فعل تلقائي لا يحتاج إلى مجهود ذهني وعقلي من اجل القيام به.

3- التلقائية 

هنا يكون السلوك قد تحول إلى صوره مريحه من خلال تعودك عليه واتقانه وعمله بصوره أسهل ولا تحتاج إلى التركيز والتفكير بعمق واعتيادك عليه وتكراره في هذه المرحلة يجعل العقل يستعد إلى تحويل هذا السلوك المتكرر إلى عادة. 

لا تبنى أكثر من عاده في نفس الوقت:

الحماس يجعلك تقرر أن تتعلم أكثر من عادة جيدة، في وقت واحد وذلك سوف يجعلك تشعر بالضغط الشديد، لأن عقلك يقاومك، عليك اكتساب العادات بشكل متدرج حتى لا يدخل العقل والجسد في حالة من الإرهاق وعدم القدرة على التوازن والاحساس بالراحة.

الاستمرارية في ممارسة العادات:

"أي شخص يستطيع أن يغير الكثير من حياته إذا غيّر بعض أفكاره". ويليام جيمس

يجب أن تركز في بادئ الأمر على السلوك نفسه وترسيخه وتثبيته لأنك بالاستمرار في ممارسة العادة سوف تحصل تلقائيا على النتيجة المرغوبة فيها
ولا تقل لنفسك أن ترك العادة ليوم واحد ليس مضر أو أنك سوف تضاعف وقت العادة في اليوم التالي، كل ذلك حوارات ومبررات من العقل ولو استجبت لعقلك سوف يفوز عليك ويجعلك تترك العادة الإيجابية وتعود إلى العادات السلبية على المستوى النفسي.

العادات الجوهرية:

 هي عاده قوية إذا اكتسبتها بالفعل سوف تحصل على عدة فوائد في كثير من جوانب حياتك وسوف تكون حافز لك في اكتساب عادات ايجابيه أخرى.
مثل عادة القراءة، باعتبارها عادة جوهرية، تجعلك تستفيد أقصى استفادة في الجوانب التي تقرأ فيها وتحسن من شخصيتك وبالتالي تتحسن حياتك إلى الأفضل وبشكل ملحوظ.

حدد الوقت والمكان والطريقة لتكوين العادة:
النية وحدها لا تكفي إذا عزمت على عادة القراءة مثلا حدد الكتاب وضعه في مكان جلوسك واربطه بوقت معين قبل النوم مثلا، لا تجعل الموضوع غامض وغير محد، أرغم عقلك على تنفيذ ما تريد وضعه أمام الامر الواقع وذلك عن طريق تحديد كل التفاصيل لا تترك له مساحة لكي يتلاعب بك.

التخلص من العادات السيئة:

"إن الاكتشاف الأعظم الذي شهده جيلي، والذي يقارن بالثورة الحديثة في الطب كثورة البنسلين هو معرفة البشر أن بمقدورهم تغيير حياتهم عبر تغيير مواقفهم الذهنية".

ويليام جيمس

1 -من العادات السيئة بالتدريج

 2 – الاستمرار

 3-استبدل العادة الضارة بأخرى مفيد

 4-لا تتراجع عن قرارك إذا ضعفت احدى المرات ولكن استمر.
5 -غير من البيئة المحيطة وابتعد مؤقتا عن الظروف والأشخاص الذين سوف يؤثرون عليك ويجعلوك تفشل في القضاء على العادات السيئة.
 6 -احذر من الاصدقاء المحبطين والسلبيين وحاول ان تحيط نفسك بالشخصيات الاكثر إيجابية.

"يمكن للإنسان أن يغير حياته، اذا ما استطاع أن يغير اتجاهاته العقلية" ويليام جيمس

تتكون حياة الانسان من مجموعة من العادات، وهي حد فاصل بين الشخص الفاشل والشخص الناجح والشخص المتميز، كل هؤلاء الأشخاص عاداتهم هي التي تحدد مصيرهم وشكل الحياة التي يعيشوها.  إذا أردت أن تغير حياتك إلى الافضل اكتسب عادات تسمو بنفسك نحو  الذات الحقيقية الجوهرية التي تشكل جوهر شخصيتك.

ذ. أيوب الوكيلي