التعلم وتطوير المهارات التعلم وتطوير المهارات
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

مراجعة كتاب لا بطعم الفلامنكو: الجزء الثالث "الطريق إلى نفسك". ذ أيوب الوكيلي


الجزء الثالث: الطريق إلى نفسك




في هذ الفصل يحاول الكاتب أن يرصد أهم المحددات التي تساهم في تنمية وعي الإنسان بذاته وإدراكه لضعفه والصعوبات التي يمر بها في الحياة، لأنه مهما حقق الإنسان من نجاحات وتقدم فإنها لن تغنيه عن حال المكاشفة مع الذات حتى يستطيع أن يحقق نوعا من التوزان النفسي.

 بعنوان الطريق إلى نفسك يرسم الكاتب فيها لوحة الطريق، خطوة بخطوة لتبدأ التغير والتحول في نفسك وتتجاوز كل مخاوفك وتبدأ عملية السعي والنهوض لمواصلة أحلامك حتى لو كنت متأخرا فعندما ترسم أهدافك وتسعى إلى تحقيقها، فقد بدأت بإعطاء حياتك التوابل والنكهات الجميلة التي تجعل ألوان لوحة حياتك مبدعة ومشرقة، كلها تميز ونجاح مما جعل الكاتب يبرز الفرق بين أن تكون شخص مستقل او مستغل ويبن مستويات الوعي السبعة وعلاقة النفس البشرية بالكون ووتأكيد قول الدكتور مصطفى محمود (إنك لا تقابل إلا نفسك في طريق القدر)

   أنا موجود:



كل إنسان عندما يولد يطلب مجموعة من الاحتياجات المختلفة والمتنوعة، هذه الحاجات هي التي تحدد صورته الذاتية، لأن الطفل عندما يولد، يكون صفحة بيضاء ويبدأ في إدراك العالم بشكل مشتت لا تكون لديه ذات مدركة تفهم احتياجاتها ورغباتها، طبعا هذا الأمر يحصل مع النمو النفسي والمعرفي الذي يحدث للطفل.

 كل شخص يحتاج إثبات وجوده، من خلال مجموعة من الأليات والأساليب التي تساعد في تحقيق هذه العملية نفسيا ووجدانيا.

يصنفها علماء النفس إلى ثلاث احتياجات:

1       الحاجة إلى التقدير والحضور مع الأخر، حيث نبدأ في رسم صورة عن ذواتنا من خلال وجود الغير وهذه العملية تبدأ منذ لحظة الولادة وتستمر معنا في الزمن.

2       القدوة: كل شخص يحتاج أن يرسم صورة عن أشخاص يكونون قدوات وأنماط نموذجية يريد الوصول إليها، من خلال طرق مختلفة ومتنوعة.

3-   الحاجة لبناء العلاقات من أجل الإحساس بأنه يوجد أشخاص يحبوننا ويقدرونا أفعالنا ويحترمون تصوراتك ومواقفك على المستوى النفسي والعاطفي.

إذا بشكل عام يحتاج كل إنسان إلى أن يحس بتواجده، لهذا فحينما يشبع الطفل رغبة الاهتمام والتقدير في مرحلة الطفولة، يكون أقرب إلى التوزان النفسي في لحظة النضج، لكنه إذا تعرض إلى إغفال هاته الاحتياجات الأساسية، قد يتحول إلى شخص عصابي، أو نرجسي.

يريد تأكيد تواجده بكل الوسائل المتاحة، أو يبدأ في لوم الناس لأنهم لا يحسون به، كل هذه التصرفات تتراكم على المستوى النفسي وتحصل بأسلوب غير واعي مما يؤثر سلبا على نفسيتنا ويجعلنا غير قادرين على الاستمرارية، والنجاح في الحياة.

أنا محتاج:

كلنا نحتاج التقدير والاهتمام والطبطبة، بدون شروط، محتاجين أن نقبل أنفسنا كما هي ويقبلنا الغير كما نحن نحتاج إثبات وجودنا للعالم، نحتاج قول أنا موجود من أجل لنمو النفسي والنضج الجسدي، نحتاج أن نتلقى الحب والتقدير والاهتمام الغير مشروط.

من هذا المنطلق يعتبر التعاطف من القيم الأساسي التي يحتاجها الإنسان من أجل تقدير واحترام، ذاته، كلنا نريد أن نؤكد على وجونا نقول إننا موجودين، كلنا محتاجين التقدير، ونقدر الناس من حولنا.

لهذا فإن الشرط الأساسي للإحساس بالسعادة يرتبط بقدرتك على تقبل العالم الخارجي، كما هو ولا يمكنك أن تجعل الناس ينظرون لك كما تنظر إليهم، بمعنى أن اشباعك للتقدير الذاتي لا يجب أن يكون مشروط بمجموعة من الشروط، والأشياء التي يفرضها علينا الواقع الخارجي.

طبعا احترم الجميع والزم الصمت لأنه بعض الأحيان يكون أحكم وأفضل من الحديث كثيرا، الذي لا ينفع لأن مقياس الإنسان الحكيم، يرتبط بمقدار الندم الذي يحس به مع مرور الزمن والوقت، تجاه ما يقوله ويفعله.

نحتاج أن التقدير من العائلة والأصدقاء والناس المقربين، لأن الاحساس بالانتماء يعد مسألة أساسية وضرورية. نحتاج كثيرا أن أحس بتواجد مع الناس، طبعا هذا الأمر صحي، لكنه في بعض اللحظات يجعلك لا تستطيع أن تكون نفسك وأن تصل إلى ما تريد تحقيقه من طموحات، لا تنتظر من الناس أن يكونوا مثل ما تريد، لأن كل شخص يختلف عن الأخر إذن تقبل نفسك وتقبل الناس كما هم.

تقبل الأخرين على طباعهم وسجاياهم، لكل إنسان همومه ومشاكله، إذا استطعت أن تتصل بصديق أو قريب افعل ولا تنتظر أن يكون نفس الرد، فأنت تفعل الواجب، ربطها بمعاني عقدية وروحية يكون أنجع وأحسن.

 يجب أن نعرف أنه حتى المرضى النفسين يحتاجون إلى التقدير والاهتمام، لأن أرقى معاني الإنسانية، تتجسد حينما نحس بالانتماء للجماعة وللقيم الكونية الشاملة، حيث تدرك أنك في واقع الأمر توجد داخل كيان جماعي وليس فرديا.

كلنا نطلب التقدير والاحترام بأشكال مختلفة وألوان متعددة، لكن في العمق قد نحول هذه الرغبة إلى الحب والتقدير والاحترام إلى رغبات مزيفة، خصوصا في ظل التربية التي تجعل الأطفال يخضعون للسلطة المجتمعية، لذلك كن أنت نفسك ولا تكن أحدا هذا الأمر مدمر للشخصية ويمنعها من تحقيق النجاح المهني والشخصي.

لذلك نحتاج أن نكون أنفسنا، لا ما يريده المجتمع لأن جوهر الإنسانية يمكن في القدرة على الاستقلالية وإدراك الذات لأبعادها الوجودية و النفسية والاجتماعية، كما قال الحكيم سقراط يا أيه الانسان اعرف نفسك بنفسك.

 

 


عن الكاتب

ayoub loukili

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

التعلم وتطوير المهارات