التعلم وتطوير المهارات التعلم وتطوير المهارات
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

حينما نصبح ضحية أدمغتنا: كيف يتحكم دماغنا في بناء تصوراتنا.

 

         قصة تعبر عن تأثير الخلل العصبي على شخصياتنا وأبعادها النفسية والاجتماعية.



في الأول من آب عام ١٩٦٦ قام شارلز ویتمان (Charles Whitman) بركوب المصعد إلى منصة المشاهدة في برج جامعة تكساس في أوستن، وقام هذا الرجل البالغ من العمر خمسة وعشرين عاماً بإطلاق النار عشوائياً على الناس الموجودين أسفل البرج، فأردى منهم ثلاثين قتيلاً، وأصاب ثلاثة وثلاثين بجروح، ولم يتوقف عن القتل حتى رماه أحد رجال الأمن بطلقة أردته قتيلاً، وعندما ذهبت الشرطة إلى بيته وجدوا أن الرجل كان قد قتل زوجته وأمه في الليلة السابقة للحدث.

    ومن المدهش حقاً غير هذا العُنف العشوائي، هو عدم وجود أي معلومات موثوقة عن هذا الرجل، يُمكن من خلالها التنبؤ بسلوكه الإجرامي، فقد كان عضواً في فريق الكشافة (سكاوت)، وكان موظف صراف في أحد البنوك، بالإضافة إلى أنه كان طالباً في كلية الهندسة.

·      وقد وجدوا بجانب الجثة ورقة كتب عليها قبل انتحاره: أرغب في تشريح جثتي لقد شك بأن شيئاً ما يجري خطأ داخل دماغه.

"وبعد أن قتل زوجته، وأمه، جلس على الآلة الطابعة وكتب هذه المذكرة: "أنا لا أفهم نفسي هذه الأيام، فيُفترض أن أكون إنساناً عادياً وواقعياً وشاباً ذكياً، غير أنني في الأيام الأخيرة لا أتذكر متى بدأ هذا الشعور لدي تحوّلت إلى ضحية لبعض الأفكار غير المألوفة واللامنطقية. أتمنى تشريح جثتي بعد وفاتي لمعرفة فيما إذا أصابني أي خلل في الفترة الأخيرة".

وحينما تم فحص دماغه بعد عملية التشريح أكد الأطباء أن الرجل كان لديه كتلة سرطانية دماغية صغيرة بحجم قطعة النقد (النيكل)، وكانت تضغط على جزء من دماغه يُدعى: اللوزة، وهي منطقة في الدماغ تختص في الخوف والغضب، وهذه الكتلة الصغيرة كانت تضغط على اللوزة عند السيد ويتمان مما تسبب بمجموعة من المضاعفات في دماغه، انتهت إلى ارتكاب جريمة بشعة وإلا كان يُمكن أن يكون شخصية أخرى.

هذا المثال يؤكد أن السلوك البشري تتدخل فيه أبعاد مختلفة ومتنوعة على المستوى النفسي والمعرفي والوجداني والحسي.. كل هذه الأشياء وغيرها تتدخل في تحديد هويتنا وشخصياتنا.

خُذ مثلاً قضيتي الإدمان على الكحول والمخدرات، إن بعض أنواع الرعاش تجعل الشخص يتجه إلى التديّن، أما مرض باركنسون، فغالباً ما يجعل الناس يخرجون عن معتقداتهم، في حين أن العلاجات التي يتناولها مرضى باركنسون، غالباً ما تدفعهم للقمار بشكل عاطفي! ليست الأمراض وحدها أو المواد الكيميائية التي تغيّرنا، ولكن حتى  الأفلام السينمائية التي نشاهدها، والأعمال التي نقوم فيها، تلك الأشياء كلها تسهم بشكل مستمر في إعادة تشكيل الجمل العصبية التي تشكل ذواتنا في أخر المطاف.

إذن فإن كل نشاط نقوم به كيفما كان نوعه صغيرا أو كبيرا يؤثر على شخصياتنا وعلى أبعادها النفسية والاجتماعية.

عن الكاتب

ayoub loukili

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

التعلم وتطوير المهارات