التعلم وتطوير المهارات التعلم وتطوير المهارات
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

آفة التعليم، نحن نتعلّم لكي نمتحن" أزمة التعلم بعد الامتحانات"

 




عندما يصبح الهدف الرئيس للتعلّم هو الحصول على نقطة جيدة في الاختبارات، يمكن أن يتحوّل التعلّم نفسه إلى عمليّة ميكانيكيّة، تقتصر على حفظ المعلومات واسترجاعها دون فهم عميق أو تطبيق عمليّ. هذا الأمر يعزز إلى رؤية سطحية للتعلم يغيب عنها البعد النقدي والتكويني الذي يلعبه التعليم في تكوين وتهيئ شخصية متوازنة داخل المجتمع.

بالإضافة إلى ذلك، يزيد التركيز الزائد الامتحانات والحصول على نقط جيدة من مستويات الضغط والتوتّر لدى الطلّاب، الأمر الذي يؤثر سلبًا في تجربة التعلم ونتائجها. ومن جهة أخرى يفقد المتعلم الرغبة والحافز الداخلي من أجل التعلم، لأن الهدف الرئيسي هو الحصول على نقطة جيدة في المدرسة.

هذا الأمر يعكس مشكلة شائعة في أنظمة التعليم الحديثة حيث يتم التركيز على اجتياز الامتحانات بدلاً من التعلم العميق والفعلي. هناك عدة نقاط يمكن التفكير فيها لتحسين هذه المشكلة:

Ø تعزيز التعليم القائم على الفهم: يجب أن يركز التعليم على الفهم العميق للمواد بدلاً من الحفظ السطحي للمعلومات من أجل الامتحانات. وتشجيع التفكير النقدي وحل المشكلات بدلاً من الاعتماد على التكرار والحفظ.

Ø تغيير أساليب التقييم: استخدام أساليب تقييم متنوعة مثل المشاريع العملية، والأبحاث، والعروض التقديمية، والأنشطة التفاعلية. وتقليل الاعتماد على الامتحانات التقليدية كوسيلة وحيدة لتقييم الطلاب.

Ø تشجيع التعلم المستمر: تعزيز فكرة أن التعلم هو عملية مستمرة لا تقتصر على فترة الامتحانات فقط.  وتوفير بيئة تعليمية تشجع على الاكتشاف والاستكشاف والابتكار.

Ø تطوير مهارات الحياة: التركيز على تعليم مهارات الحياة الأساسية مثل التواصل، والتعاون، وإدارة الوقت، والتفكير النقدي.  ودمج المهارات الشخصية والاجتماعية في المناهج الدراسية.

Ø تعزيز الشغف بالتعلم: إيجاد طرق لجعل التعليم أكثر متعة وتشويقًا من خلال استخدام التكنولوجيا، والأنشطة التفاعلية، والمشاريع الإبداعية.

وإذا أردنا أن نحدد الأضرار التي تنتج عن التركيز على الاختبارات والامتحانات سوف نجد الكثير أهمها:

Ø ندما ينصبّ تركيز التعليم بشكل أساسيّ على الاختبارات، يعطي الطلّاب الأولوية للحفظ على الفهم، الشيء الذي يقود إلى نوع من الحفظ والتكرار بدون إدراك للمعنى والدلالة التي تحملها المعرفة.

Ø تغليب المعلومات والمعطيات على الجانب المهاري، الأمر الذي ينتج متعلم سطحي، بسبب غياب الجانب الإبداعي وحل المشكلات والعمل الجماعي في عملية التعلم.

Ø كما قلنا سابقًا، يزيد التركيز الشديد على الاختبارات من مستويات التوتّر والضغط لدى الطلّاب، والخوف من الفشل، والحاجة إلى الأداء الجيّد باستمرار في الاختبارات، وضغوط الوالدين، وغيرها.

Ø قد يؤدّي الحفظ من أجل الامتحانات إلى الاحتفاظ بالمعلومات لمدى قصير، وبمجرّد الانتهاء ينسى الطلّاب بسرعة المواد التي حفظوها، لأنها لارتبط بالتجارب الحي التي يمر بها الفرد.

Ø  عندما يقتصر التعليم على الإعداد للاختبارات، قد يفقد الطلّاب فضولهم، ودوافعهم المتأصّلة للاستكشاف خارج نطاق الاختبارات.

ومن أجل تجاوز هذه الصعوبات يمكن تقديم جملة من الاقتراحات التي قد تساعد في تحسين عملية التعلم وتساعد في تعزيز التركيز والانتباه لدى المتعلمين.

·     توظيف مجموعة متنوّعة من أساليب التقييم، البعيدة عن الاختبارات التقليديّة، على سبيل المثال: المشروعات، والعروض التقديميّة، وملفّات الإنجاز، والتطبيقات الواقعيّة والتي تتيح للطلّاب عرض فهمهم، وتفكيرهم النقديّ، والإبداع في سياقات مختلفة.

·     تحفيز التلاميذ على الفهم العميق للمعلومات، بدلًا من الحفظ، واستخدم استراتيجيّات التعلّم النشط لتحقيق ذلك، ومنها: المناقشات، والمناظرات، واكتساب الخبرات العمليّة التي تمكّنهم من تطبيق معارفهم في المواقف الحياتيّة.

·     تصميم تجارب ووحدات دراسية، تدفع التلاميذ إلى التفكير النقدي، وتحليل المعلومات وحلّ المشكلات.

·      ادمج الأسئلة المفتوحة، والمشروعات القائمة على الاستقصاء، والأنشطة التعاونيّة التي تشجّعهم على التفكير بشكل مستقل، وتطوّر من رؤاهم، ووجهات نظرهم الخاصّة.

·     خلق بيئة تعليميّة شاملة، لا تقدّر الإنجازات الأكاديميّة فحسب، بل الذكاء العاطفيّ، والمهارات الاجتماعيّة، والإبداع أيضًا.  وتشجيع التلاميذ على المشاركة في الأنشطة اللامنهجيّة، والرياضة، والفنون، وخدمة المجتمع، لتعزيز التنمية المتوازنة لديهم.

·     ادمج التقييمات التكوينيّة أثناء العمليّة التعليميّة، لتوفير تغذية راجعة، وتقديم الدعم المستمرّ للطلّاب، ما سيساعد على تحديد مواطن القوّة والضعف لديهم، وسيسمح بالتدخّلات في الوقت المناسب.

·     احرص على بناء مناخ تعليميّ داعم، يشعر فيه الطلّاب بالراحة، وعدم الخوف من ارتكاب الأخطاء، وتحمّل المخاطر، والمشاركة في النقاشات المفتوحة.

·     شارك الأهل بأضرار الضغط على أبنائهم قبل الاختبارات، وثقّفهم حول أهمّيّة التعليم الشامل، وعيوب النهج الذي يركّز على الاختبارات.

في الختام، يمكن القول أن التركيز المفرط على الاختبارات يحمل آثارًا ضارة على الطلاب أكثر من الآثار النافعة. وفي حين أننا هنا لا ننكر أبدًا أهمية الاختبارات لتقييم الجانب المعرفي، إلا أنه لا ينبغي أن تكون المقياس الوحيد للنجاح. وهذا يمكن أن يعيق في النهاية تعلم التلاميذ. ولابدّ لواضعي السياسات التعليميّة من إعادة تقييم نهج التركيز على الاختبارات، والنظر في طرائق تقييم بديلة، تعزّز اتّباع نهج أكثر شموليّة في التعليم، كما على المعلّمين التركيز على إنشاء بيئات تعليميّة أكثر توازنًا ودعمًا للطلّاب.

عن الكاتب

ayoub loukili

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

التعلم وتطوير المهارات