التعلم وتطوير المهارات التعلم وتطوير المهارات
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

هل تعطينا الفلسفة طريقة تساعدنا في الحياة؟ التداوي بالفلسفة

 



·      هل تعطينا الفلسفة طريقة  تساعدنا في الحياة؟

نستطيع القول أن هذه المهمة هي المهمة الأصلية للفلسفة منذ لحظة سقراط، كان همها أساسي أن تفهم الإنسان أي أننا معشر البشر جعلنا من أنفسنا موضوعا للنقاش.

غير أننا اليوم نقرأ الفلسفة والفكر على أنها معارف معطيات ومعطيات ومعلومات تحفظ ويتم استرجاعها في الامتحانات، لم تعد رؤية حياة، وأصبحت مجرد فرصة لكي يتباهى المتعلم بأنه يتكلم عن الفلاسفة والمفكرين، أو يتكلم مثلهم. لكي أين هي الحكمة التي تعني أن نحسن الاختيار وأن نعيش في هناء وراحة نفسية والاجتماعية.


ليس الشقاء سوى خيبة الأمل، والعدمية ليست سوى شقاء يؤدي إلى اللامبالاة بالحياة، وحين يقوم التفكير النقدي بنزع السحر عن الأشياء فإنه يحمينا من خيبة الأمل، سواء تعلق الأمر بالتاريخ أو الحب أو الثورة أو السعادة أو الألم أو الموت، وبالتالي نكتسب القدرة على العيش بأقل ما يمكن من الآمال والأوهام.

ما يغيب على خبراء التنمية الذاتية؟

اليوم يجب أن ندرك أن كل شيء تغير في الحياة، وأن تدريس الفلسفة يحتاج إلى

أن يرتبط بالحياة باعتبارها جوهر ما نبحث عنه جميعا، ألا وهو الحياة.

·      "الحياة شيء زائل فعلا لكنها كل شيء أيضا."

يقول نیتشه بتواضع الكبار حين قال: "إن نمط الحياة البسيطة هدف بعيد للغاية بالنسبة إلي، وسأنتظر حتى يأتي أناس أكثر حكمة مني ليعثروا لنا عليه" إنساني مفرط في إنسانيته.

ما الحياة البسيطة؟

يمكن أن نعيش حياة بسيطة في كل الأنشطة اليومية، التي نقوم بها بشكل يومي الصباح، موسيقى الروح، رائحة البحر، رياضة الجري، قراءة الروايات، الجلوس مع الأصدقاء. إنها رحلة يسعى إليها الجميع، لكن يبقى السؤال كيف نصل إليها، هي الرحلة الأكثر وعورة بعد أن ضيعنا الطريق إليها في غمرة الأوهام الكبرى.

الجشع العائق الأول أمام تحقيق السعادة:

أول شيء يجب التخلي عنه الطمع والجشع، في تحصيل الأشياء غير الضرورية للعيش، ويحتاج بالأحرى إلى قيم رفيعة تجاه الطبيعة والبشر، وتجاه النفس...لكن ماذا نقول للذي يعيش ظروف شديدة القسوة والضراوة؟

ويتطور هذا المرض للتطرف في لاستحواذ وبأي شكل وباستخدام القوة القاتلة أو الجريمة البشعة، وقد شبه عالم النفس الألماني الشهير أريك فروم الجشع "بالحفرة التي لا قاع لها، يحاول صاحبها ملئها ليشعر بالرضى والإشباع فلا تمتلئ فيستحوذ على عقله ووجدانه الاستمرار بالردم مع استحالة الإحساس بالإشباع."

الحياة صعبة كل واحد منا يواجه بؤسها بأسلوبه الخاص، ظروف إنسانية شديدة القسوة، وبعضهم يواجه آلام الإفلاس، وبعضهم نجا من جحيم عنف همجي وخرج منها يكابد من أجل البقاء، وبعضهم يرى نوائب الدهر تخيب آماله وقد صار وضعية مزية، وبعضهم يحتضر بلا عزاء.

العلاج بالفلسفة: هل للتفكير الفلسفي دور في بناء الحضارة المعاصرة؟ 

بهذا المعنى فإن الدفاع عن الفلسفة ليس مجرد دفاع عن الفلسفة في حد ذاتها، وإنما هو دفاع عن شيء وأهم، هو صيرورة تطور العقل الإنساني نحو تحسين القدرة على التفكير في عالم تطورت فيه تقنيات الاستلاب، وتحسين القدرة على العيش في عالم محكوم بالاضطراب والتغيرات من كل جانب نفسية اجتماعية وسياسية وغيرها.

يضع سبينوزا الأهواء المبهجة مقابل الأهواء الحزينة، على المنوال نفسه يضع نيتشه غرائز الارتقاء مقابل غرائز الانحطاط، وكذلك يضع فروید قوى الحب (إيروس) مقابل قوى الموت (ثاناتوس).

غير أن سبينوزا نفسه، والذي وصفه جيل دولوز بأنه الفيلسوف الأكثر نبلا، يعد أيضا الفيلسوف الأكثر استيعابا لروح التصوف الفلسفي في شقيه اليهودي والإسلامي. وهذا التقاطع يحمل الكثير من المعاني والدلالات.

مشكلة الخطابات الدينية اليوم:

تنمي الأهواء الحزينة في شخصية الإنسان تحرمه من السعادة والقدرة على التعبير عن الذات. وتمي غريزة احتقار الذات و مشاعر الخوف والرهبة، والتي يحرص الخطاب الديني الشائع والسائد عندنا على تنميتها منذ المراحل الأولى للتنشئة الاجتماعية. لكن الدين قد يكون مصدرا مبهجا وغرائز الارتقاء، وعلى رأسها - بطبيعة الحال - مشاعر الحب، ومشاعر الاحترام.

الفلسفة كأسلوب الحياة

هل تساعدنا الفلسفة على مواجهة صعوبات الحياة اليومية؟

أولا، ترتبط الكثير من صعوبات الحياة اليومية بطريقة تفكيرنا في تلك الصعوبات، من قبيل الفشل، الإحباط، المرض، الألم، الطلاق، الموت....

نحتاج إعادة التفكير في نمط تفكيرنا. مثلا، لماذا أشعر بالأسى والغضب عندما أتألم؟

 لعلي أتصور الألم كأنه نوع من الظلم والاعتداء، أو أنه يحتمل شيئا ليس عادلا، وليس طبيعيا، وليس منصفا... لكن بعد التأمل سأكتشف أن الغضب مجرد رد فعل انفعالي يضرب بجذوره في أعماق اللاوعي الجمعي أدرك أن كل إنسان يعاني رغم اختلاف الظروف لأن الألم جزء جوهري من الإنسان.

وبهذا النحو من الإدراك العقلاني الهادئ يمكنني أن أتحرر من سطوة بعض الانفعالات السلبية، مثل الغضب، والخوف، والكراهية، هذا الأمر لن يخفي الألم لكنه على الأقل يحسن من قدرة الإنسان على التحمل. 

ومن جهة قد يكون الألم فرصة للإبداع بدل الشكوى، والغضب، والإحباط. ثالثا، إذا كانت الفلسفة تساعدنا على تغيير نظرتنا إلى الحياة.

كلنا نولد ونحن غير مزودين بالقدرة على التعايش مع الحياة، لهذا نحتاج إلى مساعدة من أجل اكتساب القدرة على الحياة، إضافة إلى ما نراكمه من تجارب. وفي كل الأحوال بوسعنا أن نحمل کلام جان جاك روسو على محمل الجد حين يقول عن "إميل" ما يلي: "العيش هو المهنة التي سأجعله يتعلمها"

اختصر جيل دولوز الموقف عندما جعل وظيفة الفلسفة هي إنتاج المفاهیم...لكن من جهة أخرى هناك في تاريخ البشرية حكماء کبار عاشوا بحكمة وسلام داخلي دونما حاجة إلى دراسة الفلسفة (بوذا مثلا).

المراجع المعتمدة: كتاب التداوي بالفلسفة سعيد نشيد





عن الكاتب

ayoub loukili

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

التعلم وتطوير المهارات