مجزوءة الوضع البشري .....مفهوم الغير ذ.أيوب الوكيلي

 

مجزوءة الوضع البشري .......................................مفهوم الغير

تمهيد عام: 

ليس الوضع البشري وجودا ذاتيا للفرد المنغلق على ذاته، فإذ "صح" أن الإنسان يولد بمفرده، ويموت بمفرده، فإن حياته ليست سوى وجود مع الأغيار، وبالأغيار، وللأغيار، وضد الأغيار. ومعنى ذلك، أن حياة الفرد الإنساني أو الشخص بمعناه الفلسفي العميق، تكاد تكون قطعة مشتركة، بينه وبين أغياره، وهم الذوات الشبيهة به والمختلفة عنه في الآن نفسه، إن له منها - الحياة - ، بقدر ما لهم فيها من نصيب، إذ أن الوجود الإنساني، وجود علائقي، أي وجود إجتماعي منفتح وتفاعلي، وليس وجودا ذاتيا منغلقا،

مما يطرح التساؤل: كيف يمكنني إدراك الغير بصفته وعيا إذا كان الوعي بالضرورة تجربة داخلية والغير ممثلا لوعي خارج عني؟ وبعبارة أخرى، ما الغير؟ وهل وجود الغير ضروري لوجود الأنا، وإغناء لوجودها أم أن وجوده غير ضروري لوجود الأنا، بل وتهديدا له؟ وكيف السبيل لمعرفة الغير؟ وهل هي معرفة ممكنة أم مستحيلة، تقريبية أم يقينة؟ وأي علاقة يمكن ان تجمع بين الانا والغير؟ هل هي علاقة الصداقة والوئام ام علاقة الصراع والخصام؟

القضية الثالثة: العلاقة مع الغير	القضية الثانية: معرفة الغير	القضية الأولى: وجود الغير
الإشكالية:  أي علاقة يمكن ان تربطني بالغير؟ هل هي علاقة صراع وهيمنة أم علاقة صداقة واحترام؟	الإشكالية هل معرفة الغير مستحيلة أم ممكنة؟ نسبية أم يقينية؟	الإشكالية: هل وجود الغير ضروري لوجود الانا واغناء لوجودها أم وجوده غير ضروري وتهديد لوجود الأنا؟
المقاربات الفلسفية
أرسطو-وكانط: العلاقة مع الغير علاقة صداقة واحترام ،الصداقة والاحترام أسمى علاقة مع الغير إجتماعيا وأخلاقيا. يميز أرسطو بين ثلاث أنواع من الصداقة: المنفعة اللذة الفضيلة.   كوجيف وهيغل:    العلاقة مع الغير علاقة صراع وهيمنة الصراع من أجل نيل الاعتراف أساس العلاقة مع الغير، وجوديا وتاريخيا (جدلية السيد والعبد)	جاستون بيرجي:  معرفة الغير مستحيلة، لإنغلاق كل ذات على نفسها	ديكارت: وجود الغير جائز ومحتمل، وغير ضروري لوعي الذات بذاتها. (نص النظر من النافذة)
	مالبرانش:  معرفة الغير صعبة وتقريبية، لأن أساسها المماثلة المشكوك في نتائجها	هيغل: وجود الغير ضروري لوعي الذات بذاتها على نحو مكتمل. (مثال جدلية السيد والعبد)
	ميرلوبونتي:  معرفة الغير ممكنة ويقينية، إذا ارتكزت على التواصل والتعاطف.	سارتر:  وجود الغير مزودج إيجابي (لوعي الذات بنفسها مثال الخجل) وسلبي (لأن النظرة المتبادلة مع الغير غالبا ما تكون تشيئية تجرد الذات من وعيها واستقلاليتها )