قصة نجاح سويتشيرو هوندا، مؤسس شركة هوندا للسيارات
ولد سويتشيرو هوندا لأسرة فقيرة في قرية يابانية عام 1905م، وبدأ
العمل صغيرة في محل لتصليح الدراجات الهوائية الذي كان يمتلكه والده، ولأنه لم يكن
متفوقا في دراسته فقد تركها في عمر الخامسة عشر.
كان يحب العمل الحر، لذا سافر
إلى طوكيو فحصل على وظيفة مساعد ميكانيكي في ورشة الإصلاح السيارات ، وبعد خمس
سنوات عاد إلى بلدته وأسس ورشة صغيرة ، وفي عام 1937م أنشأ مصنع لتصنيع بعض القطع
الصغيرة الخاصة بمحركات السيارات وبدأ بإرسالها إلى تویوتا لبيعها ولكن من بين 50
قطعة لم تنجح سوى 3 قطع فقط.
غير أنه أمن بتصوره وأفكاره لم ييأس هوندا واستمر بالعمل والدراسات والتجارب، وفي أثناء الحرب العالمية الثانية تم تدمير مصنعه خلال القصف، فقام بتشييده مرة أخرى وبدأ العمل من جديد وقد نجح في إنتاج بعض القطع وبيعها على تويوتا لتستخدمها في سياراتها، ولكن مصنع تدمر مرة أخرى بسبب الزلزال الذي ضرب اليابان.
لكن هوندا لم ييأس وقام
بتشييد مصنعه من جديد وبدأ بإنتاج الدراجات النارية رغم صعوبة الحصول على المواد
الخام آنذاك لكنه تغلب على العثرات حتى حصل على براءة اختراع ونجح نجاحا كبيرا في
بيع وتسويق دراجاته النارية داخلية وخارجية، بعد هذا النجاح داخل إلى عالم تصنيع
السيارات.
ورغم الاعتراضات
التي واجهته بسبب كثرة مصانع السيارات في بلده إلا أنه أصر على العمل وبالفعل نجح
في ذلك لتصبح اليوم شركة هوندا من أشهر شركات السيارات في العالم.
ويعد
هوندا مخاطراً من الدرجة الأولى، إذ كان يقود سيارات السباق بصورة جنونية، وأوشك
على أن يلقى حتفه في أحد السباقات التي ربحها، وقبع في المستشفى لمدة 3 شهور، وقد
نصحه الأطباء بعدم الاشتراك في السباق ومع ذلك تعلم قيادة طائرة((الهليكوبتر))
عندما كان في الستين من عمره.
حصلت
سيارته ((هوندا أكورد))على شرف احتلال المركز الأول للسيارات الأكثر مبيعاً في
العالم الأعوام 1989,1990,1991,1992 حسب إحصاءات مجلة Car & Track. وفي
عام 1993 احتلت((هوندا أكورد))أفضل مركز الولايات المتحدة الأمريكية، يعتبر
سويتشيرو هوندا من أعظم قصص النجاح التي بدأت من الفقر المفرط. توفي هوندا في
5/8/1991 في طوكيو تاركاً وراءه الكثير من الإنجازات والنجاحات والدروس والعبر.
لم
يكن أحد يعتقد أن الطفل الفقير المعدم والآتي من قرى اليابان البعيدة، والمسلح
بالطموح والأحلام والعزيمة والإصرار، يمكنه أن يغزو العالم بأفكاره وابتكاراته
ومنتجاته، والتي غيُرت العالم إلى الأفضل، وجعلت اسم هوندا المغمور وغير المعروف
اسماً يعرفه كل الناس في كل أرجاء الكرة الأرضية.