كتب قصة بجفن عينه
بعد أن تخرج (بوبي) من الجامعة بدأ البحث عن عمل في باريس، والتحق
بعدة صحف ومجلات فرنسية، عمل في البداية محرراً وتدرج خطوة خطوة حتى أصبح صحفياً مرموقاً،
ليعين فيما بعد رئيساً لتحرير مجلة «Elle» الفرنسية الشهيرة، بعدها بدأت الأعباء
والأعمال تتراكم عليه، والضغوطات النفسية تزيد كل يوم، لقد كان ينهك عقله في العمل
بشكل مبالغ فيه، وعند المساء يعود ليجد زوجـتـه وأبنائه بانتظاره لعلهم يجـدوا
وقـتـا لـيـتـحـدثوا م معه عن مشاكلهم .!
في عام 1995 وعندما بلغ (بوبي) من العمر 43 عاماً، أصيب فجأة ودون أي
مقدمات بغيبوبة استمرت عشرون يوماً، وبعد ما أفاق نفسه قد تغير تماماً، لقد أصبح
مشلولاً بالكامل وعاجزاً عن الكلام ولم يستطع تحريك سوى جفن عينه الأيسر.
بعـد مـرور الأيام تحدى بوبي كل الصعاب وبحث عن طريقة للتواصل، ووجد
أن أفضل طريقة هي التعبير عن طريق تحريك جفن عينه الأيسر، ومع هذا التـحـدي قـرر
أن يؤلف كتابه (قناع الغوص والفراشة)، ساعدته بذلك مساعدته السابقة عندما كان
رئيساً لتحرير مجلة «Elle»، فقد كانت تحضر كل يوم إلى غرفة المستشفى
ولمدة ثلاث ساعات، ليملي عليها نص الكتاب عن طريق تحريك جفن عينه.
استطاع (بوبی) تأليف كتابه عبر 137 صفحة وبجهد 200 ألف إغماضه عين، وقد صدر الكتاب عام 1997 وتوفي بوبي بعد ثلاثة أيام من نشره، وفي عام 2007قام أحد المخرجين بصناعة فیلم سینمائی اقتبس قصته من الكتاب ، وقد حاز الفيلم على العديد من الجوائز والترشيحات.