التعلم وتطوير المهارات التعلم وتطوير المهارات
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

الاستعداد لمباراة التعليم الثانوي تخصص فلسفة 2022 2023 (قراءة في منهاج مادة الفلسفة سنة 2007)



المبادئ:

1- تعلم التفلسف:

 يتحدد فعل التفلسف كعملية نقدية وكتساؤل عن معنى وقيمة الحقائق، بما فيها الحقائق المرتبطة بالوضع الإنساني، أي التخلي عن كل أشكال الاعتقاد الوثوقي، ومتابعة المساءلة باستمرار، ومن خلال تجربة المساءلة يتضح أن البحث عن الحقيقة هو تجربة الخطأ، أي حقيقة كون المعارف محدودة ونسبية وقابلة للتجاوز، وبالتالي فإن التفلسف يكمن في المسار الذي نقطعه  مع الأراء السائد في المجتمع ومساءلة الأحكام المسبقة إلى المساءلة النقدية.

فعل التعليم فعل مساعد وتيسيري لفعل التعلم الذي ينبغي أن يقوم به المتعلم بنفسه، من خلال مجهوده الخاص؛ وهنا نتحدث عن التعلم الذاتي الذي يقتضي تعبئة الطاقات الذهنية والوجدانية الذاتية للتلميذ واستثماره للوسائل والموارد التي يجب أن توضع بين يديه، قصد تكوين ذات مستقلة وقادرة على التصرف بشكل إرادي  لا تقبل الاستدعاء الآلي للمكتسبات السابقة، وإنما تقتضي الانتقاء والتنظيم والتخطيط واستقصاء مختلف الحلول الممكنة.

    بهذا المعنى فإن عملية التفلسف ترتبط بالتفكير الذاتي، عن طريق مساءلة ومناقشة المواقف التي نمر بها في الحياة، بشكل عقلاني منطقي، كما أن الغاية من تدريس الفلسفة في مرحلة الثانوي يتجلى في تعزيز ملكة التفكير النقدي لدى التلميذ، وجعله قادرا على التفكير الحر والمستقل، وتجاوز كل أنوع الخطاب والتفكير التي تقوم على العصبية والنظرة الاختزالية، كما ورد في المنهاج أن تنمية الوعي النقدي هو أساس وجوهر فعل التفلسف في التعليم الثانوي، بل يعتبر من المبادئ التي تأسس عليها منهاج مادة الفلسفة، و التحرر من الفكر السلبي (الدوغمائية، التبعية الفكرية) أضافة إلى تعزيز حس المواطنة الايجابية الفاعلة،  والتشبع بالقيم الإنسانية الكونية.

2 – الشمولية:

يلاحظ أن المنهاج الجديد لمادة الفلسفة قد تجاوز ثنائية الفلسفة والفكر الإسلامي التي كانت محط جذب وصراع في صياغة البرامج والمقررات الفلسفية السابقة، فأصبح منهاج الفلسفة يندرج تحت عنوان ”الفلسفة، باعتبارها فكرة إنسانية کونية يندرج ضمنه الفكر الإسلامي، لأن  الفلسفة فكر إنساني يشمل الفكر الفلسفي الإسلامي.

3 – التدرج:

مراعاة المستويات العمرية والعقلية والنفسية للمتعلمين، حيث اعتمد  المنهاج على الية البساطة في تقديم المعلومات والمعارف بشكل، يساعد المتعلمين على الإنجاز والعطاء الثقافي والفكري ، والحرص على الإشراك الفعال للمتعلم في بناء معرفته عن طريق بناء مشاريع فردية وجماعية إلى مستوى التمرس على الفلسفة في السنة الأولى باكالوريا.

مبدأ التدرج :

 مستوى الجذع المشترك: التعرف على الفلسفة كنمط فكري متميز و ممارسة أولية للتفكير الفلسفي في الإنسان باعتباره ينتمي إلى الطبيعة والثقافة، مراعاة بساطة التناول مع المشاركة الفاعلة للمتعلمين.

مستوى الأولى باكالوريا: التمرس بالتفكير الفلسفي من خلال مفاهيم وقضايا وتيمات ومضامین فلسفية، عبر الاشتغال على النصوص الفلسفية بشكل منهجي.

مستوى الثانية باكالوريا: إتاحة الفرصة للتلميذ لإبراز شخصيته وقدراته الذاتية على ممارسة التفكير المستقل في قضايا ومفاهیم فلسفية من خلال اللحظات الثلاث:  الأشكلة والمهمة والمحاجة.

- المرتكزات

1 - اعتماد المفاهيم:

اعتماد المفاهيم موضوعات للتفكير الفلسفي على نحو إشكالي، لأنها تشكل فضاء تتقاطع فيه  الأنساق والخطابات الفلسفية، تم تصنيف المفاهيم تحت عناوين قائدة وموجهة مستمدة من المباحث الفلسفية الكبرى.

وقد جاء في منهاج مادة الفلسفة أن اختيار تدريس الفلسفة من خلال المفاهيم والموضوعات يرجع إلى ما يتيحه هذا البرنامج من اهتمام لدى المتعلم بالقضايا الفلسفية وانخراطه في ممارسة التفكير الفلسفي وتحقيق التوازن بين تعلم آليات هذا التفكير ومضامينه. والحوار مع النصوص الفلسفية مما يتيح لدى المتعلم بناء روح نقدية تقوم على تنمية شخصيته وتعزيز الاستقلالية الذاتية.

وهذه المفاهيم لا تخضع للإطار زمني، رغم أن تحليل مفهوم ما في الفلسفة يحيل في الغالب إلى تاريخ هذا المفهوم منذ اللحظة اليونانية وصولا إلى الفلسفة المعاصرة، لكن ليس هناك توجهات فلسفية محددة.

اعتماد المجزوءات:

المجزوءة كل مترابط يتطلب العمل بها وجود تصور واضح الأهداف العمل ولمنطق المجزوءة ككل. كما أنها تمثل استراتيجية تربوية وبيداغوجية حديثة العهد، تعد في واقع الأمر من الوسائل الملائمة لاحترام الفروق الفردية والجماعية داخل الأسلاك أو الشعب التعليمية، وهي كذلك تساعد المتعلمين على السير وفق إيقاعاتهم الخاصة ووفق ميولاتهم واختياراتهم، وذلك بغرض تحقيق أقصى المستويات الممكنة للكفايات المنشودة داخل.

لأنها تتيح إمكانية الانطلاق من وضعيات إشكالية، تقدم على شكل عروض يقدمها المدرس، وتغطي مجموع القضايا المطروحة على مستوى المجزوءة، وهي بمثابة تأطيرات نظرية للمفاهیم والإشكالات المبرمجة؛ النصوص: توظف لتشغيل التلاميذ على اللغة الفلسفية وتبرز لحظات التفلسف الأساسية، ويراعى في اختيارها مبدأ التدرج أنشطة بيداغوجية لتشغيل التلاميذ؛ و التقويم: تكويني ومرحلي وإجمالي،  و تتيح المجزوءة للمدرس حرية تصور وبناء أنشطة التعلم .  

الحفاظ على وحدة البرنامج:

يعد منهاج مادة الفلسفة الإطار المرجعي الوحيد الملزم وطنيا، أما الكتب المدرسية فللأستاذة والأستاذ حرية التصرف فيها وفقا لأهداف المنهاج والكفايات المراد تنميتها لدى المتعلم.

تم بناء البرنامج الدراسي لمادة الفلسفة في سلك الثانوي التأهيلي على مبدأ الوحدة والتكامل بين السنوات الدراسية الثلاث؛ فكل مستوى دراسي هو امتداد لسابقة، انطلاقا من لحظة تعرف التلميذ على الفلسفة مرورا بلحظة التمرس ووصولا إلى ممارسة التفكير الفلسفي المستقل من خلال استثمار مكتسباته المعرفية والمنهجية للاشتغال على قضايا ومجالات أرحب وأوسع.

الكفايات المستهدفة:

بناء على المناهج الدراسي فإن عملية التعليم، محدودة والسعي الأساسي يكمن في الرغبة في بناء كفايات أساسية مشتركة بين جميع التلاميذ سعيا إلى صناعة أفكار بناءة تقود إلى رؤية نقدية فكرية، ويسعى المنهاج الحالي إلى تنمية الكفايات النوعية والمستعرضة التالية:

 - كفايات استراتيجية

 - كفايات تواصلية

 - كفايات منهجية 

- کفايات ثقافية

 - كفايات تكنولوجية




الكفايات النوعية:

 1-الحوار الفلسفي

 2-القراءة الفلسفية

3-الكتابة الفلسفية.

المقاربات الفلسفية

 يعتمد منهاج مادة الفلسفة على المقاربة الفلسفية للموضوعات المبرمجة قصد تمكين المتعلمين من القدرات الفلسفية الرئيسية هي :

1-البناء الاشكالي:

الانطلاق من "وضعيات- إشكالية" قصد إبراز الاختلافات الفلسفية والتقابلات التي تؤسس البناء المفاهيمي وذلك بطرح القضايا الفلسفية وبيان الصعوبات التي تواجه الفكر الذي يشتغل عليها، وترجمتها إلى حقل استفهامي مترابط.

المقصود به جملة العمليات التي يتأدى بها الفيلسوف إلى بلورة "صعوبة فلسفية" أو "إحراج" نظرين  وهو أقرب ما يكون إلى ما سماه أرسطو ب "القضية المستعصيةAporia، التي دأب على بسطها في مطلع كل مسألة ميتافيزيقية كانت أم منطقية، حتى يستعرض من طريقها الأطروحة ونقيضها، فيكشف بهذا عن إشكال يصعب حله، وتستلزم صيغتها الاستدلالية وجود رأيين متعارضين في شأن المسألة الواحدة.

وتلزم الإشارة إلى أن صوغ الإشكال يستدعي وجود صعوبة فلسفية تتضمن إحراجا يحتمل جوابين على أقل تقدير، وقد يرتقي في درجات الاستعصاء إلى بلوغ مرتبة الاشتباه (amphibolie)،  ومن هنا، فإنه من الوجوب التنبه إلى اختيار الإشكالات بعناية ودقة والاحتراز من إيقاع أي سؤال كان تحت هذه الدائرة، فما كل سؤال هو بالضرورة إشكال فلسفي.

2-البناء المفاهيمي:

انطلاقا مما يتيحه الاشتغال عليها من إمكانات فلسفية وديداكتيكية، تعتبر المفاهيم موضوعات وأدوات التفكير الفلسفي على نحو إشكالي تحمل تصورات الفلاسفة وأفكارهم.  فالمفهوم هو ما به يمسك الفيلسوف بالمعاني ويقبض على الأفكار. ومن جملة اقتضاءاته الكلاسيكية أن تطلب له شروطه في أصوله الحسية، ثم يتدرج به، بطريق التجريد، إلى مرتبة العموم la generalité. وقد تعمد الفلاسفة، حين ابتداعهم المفاهيمهم الجديدة، أن يستضمروا تحتها مفاهيم أخرى، على نحو يكون المفهوم الواحد منها مقتضيا لشبكة من المفاهيم un réseau de concepts. فتكون أخص خصائص المفهوم أنه على الدوام من طبيعة مركبة وأنه مقتض تحته لطبقات مفاهيمية des strates conceptuelles على وفق منظور دولوز Deleuze؛ مما يستوجب التعاطي مع المفاهيم من منظور ترکيبي.

3-البناء الحجاجي:

كل ما يمكن أن ندافع به أو أن ندحض به أطروحة فلسفية من أفكار واستدلالات بهدف الإقناع أثناء معالجة الإشكالات وبناء المفاهيم، وذلك من خلال المضامين والأفكار الفلسفية وكيفية بنائها.

 فالمقصود منه أن يحد الاستدلال الحجاجي تحديدا صريحا وبينا. ولا يكون هذا إلا متی ميز بين الحجاج argumentation والبرهان la demonstration، بحكم أن الأول هو استدلال طبيعي وأن الثاني استدلال صناعي. ومع ما بين الاستدلالين من تشابهات واختلافات لا يتسع المقام هنا التفصيل الكلام فيها، ومع أن الخطاب الفلسفي قد عمد إليهما سويا، فإننا نؤثر أن يحفظ التقابل بينهما بأن تعطى الأولوية قبل كل شيء للاستدلال الطبيعي، وعمدتنا في ذلك هو ميل معظم الفلاسفة إلى تغليب الخطاب الطبيعي على الخطاب الصناعي. 

خلاصة عامة:

يتضح مما سبق أن هناك تداخلا وتكاملا بين الكفايات المراد ترسيخها لدى المتعلم في جميع المواد المدرسية،  و نلاحظ أن الكفايات التي وردت في منهاج مادة الفلسفة مبنية على الكفايات نفسها الواردة في الكتاب الأبيض بأشكالها وأنواعها، حيث يمكن أن تتخذ الكفايات التربوية طابعة استراتيجية أو تواصلية أو منهجية أو ثقافية أو تكنولوجيا.  إضافة إلى  اكتساب آليات التفكير الفلسفي الأساسية: المفهمة، الأشكلة، والحجاج، إلى جانب أدوات التفكير الأخرى كالملاحظة، المقارنة، الاستدلال، التحليل، التركيب.

المراجع:

  1-توجيهات تربوية لمادة الفلسفة 20027، وزراة التربية الوطنية.

 2-دليل تربوي لتدريس مادة الفلسفة - موجهات تكييف درس الفلسفة وصيغ تفعيله  أكتوبر 2020،  المنسقية الجهوية التخصصية لمادة الفلسفة، https://shortest.link/1QHi رابط التحميل

3- في تدريس الفلسفة: مجلة مؤمنون بلاحدود  :   https://shortest.link/1HFG

4-الفلسفة والتدريس بالكفايات في التعليم الثانوي التأهيلي محمد أعراب  : https://shortest.link/1Mb6



 

 

 

 

 

عن الكاتب

ayoub loukili

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

التعلم وتطوير المهارات