لماذا يحصل الصراع في عملية التواصل؟
علم النفس المرضي:
بداية تجدر الاشارة إلى أن مجال البحث
في علم النفس كان منصبا على البنية النفسية أي مكونات الجهاز النفسي الداخلية،
المتمثل في (هو والأنا والأنا الأعلى)، التي حددها فرويد، باعتباره أول من تحدث عن
حالة جديدة في النفس الإنسانية أطلق عليها حالة اللاشعور الذي يتحكم في معظم
العمليات النفسية التي تحتل الحيز الأكبر على المستوى النفسي.
بذلك ثم تجاوز النظريات الفلسفية التي سادت في
مرحلة القرن الثامن عشر والتاسع عشر، التي أعطت الأولوية للوعي من أجل فهم السلوك
البشري، لذا فإن التحليل النفسي، نحت مفهوما مختلف، هو اللاوعي باعتباره نشاط
داخلي غير مدرك في النفس البشرية تحكمه مجموعة من العوامل التي لا يدركها الوعي
إلا عن طريق البحث والتنقيب.
لكن التحولات التي عرفها علم النفس بعد
فرويد وتطور الأنظمة البحثية في مجال علم النفس، دفعت بعض تلاميذ فرويد إلى الكشف
عن رؤية مختلفة في فهم السلوك البشري، باعتباره منصة تؤطرها مجموعة من المحددات
تتشكل داخل دائرة حالة الوعي والانا لكنها قدر تظهر بشكل غير مباشر في عملية
التواصل، تسمى هذه النظرية تحليل المعاملات أو التحليل التبادلي وهي نظرية في علم
النفس أسسها الطبيب الأمريكي إيريك بيرن( Eric Bern) من أحدث النظريات في علم النفس المعاصر
وقد لقيت نجاحا كبيرا في العلاج النفسي.
مدرسة تحليل المعاملات: الجيل الثاني من التحليل النفسي:
حيث وجد العلماء وجود ثلاث حالات
للشخصية في فهم الأنا، تبدأ في التشكل والبناء منذ الولادة وهي حالة الطفل والراشد
والوالد، طبعا هذه المفاهيم لا تدل على المعنى المباشر إنما هي مفاهيم إجرائية
لوصف بعض الحالات النفسية.
فكل شخص يعيش في المجتمع يمتلك مجموعة من ردود
الأفعال المتنوعة أثناء ممارسته للحياة الاجتماعية، حيث يقوم بردود أفعال متنوعة
أثناء عملية التواصل وبالتالي فإن الوحدة المعرفية التي يدرسها هذا العلم تكمن في
المعاملة والتواصل في العلاقات، مثل الحالات العاطفية، مثل الدخول في تجربة
مختلفة، فالإنسان يحتاج إلى من يعطيه معنى لوجوده وقيمة لحياته قد يكون عبر الحوار
أو لغة الجسد، أو تلويحه أو ابتسامة.
ووحدة المعاملات هي التواصل والحوار مع
الناس، تتم عبر المثير والاستجابة، مثلا عندما نجتمع مع جماعة ما داخل المقهى أو
في أي وضعية يمكن القيام بردود أفعال متنوعة أهمها: الانسحاب أو الهروب من
الجماعة، إضافة إلى الطقوس الاجتماعية عبر التحية والتبادل الاجتماعي والتواصل مع
الناس، التهنئة، الاستقبال التعزية، وكل هذه الطقوس الاجتماعية مسبوقة ولديها
معايير محددة، وفق وحدات متبادلة ومتوازنة، من خلالها تنموا هذه الحالات الثلاث في
الذات.
وبالتالي فإن مفتاح الأزمات النفسية لا يكمن في اللاشعور إنما يحضر بشكل وحدة العلاقات والمعاملات الاجتماعية والتواصلية، فنحن نلقي التحية ونتبادل الحوارات والخدمات والمصالح وتحمل وحدات معنى من خلال المثير والاستجابة، عبر هذه العملية يتم انتاج مجموعة من ردود الأفعال العامة داخل المجتمع هنا تتشكل البنية النفسية للشخص، من خلال هذه المعاملات يمكن الكشف عن بعض الظواهر الخفية الموجودة في النفس البشرية.ذ
ماهي هذه الألعاب النفسية؟
عندما يتبادر إلى أذهاننا اسم اللعب نعتقد أنها شيء ايجابي وجميل، لكن في حقيقة الأمر ليست كذلك بل إنها قد تكون العاب مدمر للعلاقات الإنسانية، على المستوى الأسرة، مثل علاقة الزوج بزوجته وعلاقة الأب مع ابنته، تخلق هذه الحالة زوبعة ذهنية، لكن الشيء الغريب أننا نمارس هذه الالعاب النفسية بشكل غير واعي، نحن لا ندرك أنها محكومة ببنيات نفسية نحتاج أن نعيها لكي ننجح في تأطيرها وتوقيف هذه اللعبة بشكل ايجابي.
المباريات النفسية: الالعاب النفسية: ما علاقة الذاكرة بهذه الألعاب
بداية يجب أن نحدد معنى الذاكرة، نعتقد أن عملية النسيان مسألة حاسمة في ردود الأفعال التي تلقيناها في مرحلة الطفولة، لكن العجيب أن العلماء اليوم يؤكدون على أن أغلب التسجيلات التي تلقيناها لا تنسى على المستوى الوجداني رغم أنها قد ثم نسيانها على المستوى المعرفي، بل نحن نتذكر المشاعر بشكل شامل ونعيها ونخبرها بكل حالاتها كأنها تقع في اللحظة الأنية، نعود إلى التجربة السابقة ونعيشها في اللحظة الحاضرة.