يري فرانسواز رینال وآلان ريونيه أن مفهوم الطريقة البيداغوجية ليس مفهوما واضحا، ذلك أن إضافة نعت بيداغوجية إلى كلمة طريقة يجعلنا نفترض وجود تصنيف منسجم يتفق حوله المختصون، لكن " ليس هناك، فيما نعلم، تصنيف شامل للطرائق البيداغوجية أو الطرائق في البيداغوجيا.
إنها كثيرة ومتعددة، ويمكن أن نختزلها في طريقتين رئيسيتين هما: الطريقة الاستقرائية والطريقة الاستنتاجية. كما يمكن أن نتحدث عن الطرائق الاستقرائية والطرائق الاستنباطية الحدسية والطرائق النشيطة والطرائق التجريبية والطرائق المتمحورة حول المتعلم والطرائق المتمحورة حول المحتوى والطرائق المتمركزة حول المدرس وطرائق أو بيداغوجية.
يعني مدى مشاركة المتعلم وانخراطه في الوضعية التعليمية - التعلمية،
وهكذا نميز بين الطرائق الجماعي Collectives، وهي التي يتوجه فيها المدرس إلى جماعة
القسم بالخطاب نفسه ويطلب منهم إنجاز الأعمال نفسها في آن واحد.
معيار طريقة الإلقاء:
منها الطريقة الإلقائية الكتابية (Livresque) والطرائق المصورة (Imagees) التي تعتمد على التقنيات السمعية البصرية. ونلاحظ هنا تداخل هذه الطرائق بالتعريف الذي نعطيه للتقنية.
الطرائق
الحوارية:
هي واسعة الاستعمال كذلك،
وترجع تاريخيا إلى سقراط، وتقوم على خلق علاقات تفاعل عمودية مع التلاميذ من أجل
الوصول إلى الهدف المتوخی ويخلط البعض الطريقة الحوارية مع طريقة الاكتشاف. وهذا
خطأ لأنه يمكن للمدرس أن يطبق الطريقة الحوارية دون أن يكتشف التلميذ شيئا.....
لأن سقراط كان يولد من مخاطبه الأفكار التي كان يريد الوصول إليها. وأكبر مثال على
ذلك حساب ضلع المربع الذي يقترحه أفلاطون لتوضيح الطريقة السقراطية التوليدية. إن
المتعلم فاعل ونشيط في الطريقة الحوارية، ولكن هذا لا يعني أنه يكتشف إذ يبقى المدرس
موجها للحوار في جميع الأحوال.
الطرائق الفعالة:
تعرف هذه الطرائق بالفعل أو
النشاط Les méthodes
actives الذي يقوم به المتعلم أثناء عملية أو سيرورة
التعلم، وهذا النشاط داخلي تحرکه الحاجة والاهتام. ویری دبیس Debesse أن
مفهوم النشاط لا يعتبر غاية في حد ذاته، بل هو بمثابة أسلوب تربوي ووسيلة تستهدف
بناء أو تطوير كفاية معينة أو مكتشفة.
الطرائق الفعالة أو الحديثة هي، في الأصل، طرائق وضعها بعض رواد التربية والتعليم أمثال ديکرولي ومنتيسوري وديوي وفريني وكلابارید وفرأيري، لجعل المتعلم مركز التعلم ومحور النشاط التعليمي، من أجل الوصول إلى النتائج المرجوة من توظيف المهارات والتعلم المهاري في الحياة.
ملاحظة: يظن بعض المدرسين أن التلميذ النشيط والفعال هو التلميذ الذي يكون كثير الحركة داخل الفصل الدراسي، ويكون كثير التدخلات، الشي الذي يضفي على الدرس طابعا متميزا. إن المشاركة في الدرس شيء إيجابي ومحبذ من الناحية البيداغوجية، ولكن الصراخ والصياح وترديد كلمة أستاذ، أستاذ، أستاذ بطريقة جماعية، وتحرك التلاميذ نحو الأستاذ، كل ذلك، يخلق نوعا من الفوضى والعشوائية وسوء التنظيم.
تعريف الكفاية:
يعرف بيرونو الكفاية بأنها القدرة على الفعل بنجاعة داخل فئة محددة من الوضعيات، قدرة تستند إلى معارف لكنها لا تنحصر فيها (...) الكفايات ليست في حد ذاتها معارف، إنها تستخدم وتدمج وتعبئ معارف إعلانية وإجرائية وشرطية " وقد أشار في مؤلف آخر إلى أن الكفاية هي "قدرة الشخص على تعبئة موارد معرفية مختلفة لمواجهة نوع محدد من الوضعيات".
"قدرات مكتسبة تسمح بالسلوك والعمل في سياق معين، ويتكون محتواها من معارف ومهارات وقدرات واتجاهات مندمجة بشكل مرکب، كما يقوم الفرد الذي اكتسبها، بإثارها وتجنيدها وتوظيفها قصد مواجهة مشكلة ما وحلها في وضعية محددة ".
ويعرفها كزافيي روجيرس: "نقصد بالكفاية الممتدة المعرفية، مجموعة منظمة من الدرايات المعرفية والميتامعرفية ( المعارف والخبرات وحسن التواجد التي تمكن التلميذ من حل المشكلات وإنجاز المشاريع ومن التكيف داخل فئة من الوضعيات)".
المهارة (Habilité):
يقصد بالمهارة، التمكن من أداء مهمة محددة بشكل دقيق يتسم بالتناسق والنجاعة والثبات النسبي، ولذلك يتم الحديث عن التمهير، أي إعداد الفرد لأداء مهام تتسم بدقة متناهية. أما الكفاية فهي مجموعة من المهارات.".
القدرة (Capacité):
تدل على إمكانية أداء نشاط معين، فهي وجود بالفعل بتعبير الفلاسفة. كما تشير إلى القوة على أداء فعل ما، جسديا كان أو عقليا، وسواء كان هذا الفعل فطريا أو مكتسبا. ويفيد لفظ القدرة عدة معان منها: التمكن الاستعداد والأهلية للفعل.. ويعرف فيليب ميريو "القدرة باعتبارها نشاطا ذهنيا مثبتا و قابلا للتناسل في مجالات معرفية متعددة . ويستعمل هذا المصطلح كمرادف لمعرفة العمل savoir faire. ويؤكد میريو في تعريفه على أن القدرة لا توجد أبدا في وضع خالص ويكون تظهرها دوما مرتبطا بمحتويات." أما من حيث العلاقة بين المهارة والقدرة، فالمهارة أكثر تخصيصا من "القدرة" وذلك لأن المهارة" تتمحور حول فعل يسهل ملاحظته خلال الممارسة والتطبيق، أما القدرة فترتبط بامتداد المعارف والمهارات.
الإدماج (Intégration):
يشير الإدماج، حسب المجلس الأعلى للتربية بالكبيك، إلى سيرورة يطعم المتعلم من خلالها مكتسباته السابقة بتعلمات جديدة، ويعيد ،بذلك، بناء عالمه الداخلي، ويطبق على وضعيات جديدة ومحسوسة المعارف المكتسبة.