ما هو العلاج السلوكي المعرفي؟

بداية يمكن القول أن العلاج المعرفي، يعتبر من أهم الإنجازات الفكرية والفلسفية التي تساهم في تغيير البعد الذاتي، وصياغة تقنيات علاجية تساعد في تحسين الحالة النفسية فما هو العلاج المعرفي السلوكي؟ وما هي فوائد العلاج السلوكي المعرفي؟

تعريف العلاج السلوكي المعرفي

هذا النوع من العلاج يركز على أسلوب معرفي يركز على فكرة أساسية مفادها أن العلاج يرتبط بحالات إدراكية يجب أن يصل إليها المريض عن طريق جلسات حوارية حيث يساعدك العلاج السلوكي المعرفي على تمييز التفكير السلبي أو غير الدقيق، حتى تتمكن من رؤية المواقف الصعبة بشكل أوضح والرد عليها بطريقة أكثر فاعلية.

هذا أسلوب العلاجي يعتبر فعالا في مساعدة المرضى على تخطي الأزمات النفسية المتوسط والبسيط، عن طريق البعد المعرفي، فالعلاج السلوكي المعرفي أداة فعالة لمساعدة أي شخص على تعلم كيفية إدارة مواقف الحياة المجهدة بشكل أفضل حتى وإن لم يكن مصاباً باضطراب مميز.

كما أن هذا العلاج يحتاج إلى جلسات مطولة تساعد المريض في تغيير الوضعية التي يوجد داخلها، وتحسين حالته النفسية والمعرفية التي يمر بها، لأنه يساعدك بسرعة في تحديد التحديات وكيفية التعامل معها، ويتطلب العلاج السلوكي المعرفي عادة جلسات أقل من أنواع العلاج الأخرى ويتم بطريقة ذات هيكلية منظّمة أكثر.

مبادئ العلاج السلوكي المعرفي

إذا عدنا إلى كتاب العلاج المعرفي: الأساسيات وما وراءها للكتابة  جوديث بيك تتكلم على جملة من المبادئ الأساسية المهمة في العلاج المعرفي:

1-يقوم العلاج المعرفي على تطوير المشكلة إلى إشكالية معرفية وليست نفسية.

2- العلاج المعرفي السلوكي يحتاج إلى علاقة جيدة بين المريض والمعالج.

3- العلاج السلوكي المعرفي يقوم على مبدأ التعاون بين المريض والمعالج.

4- العلاج السلوكي المعرفي يقارب المشكلة من خلال مبدأ الفصل والتحديد المركز نحو موضوع واحد.

5- العلاج المعرفي السلوكي يسعى إلى تطوير الوعي الذاتي لدى المريض، بحيث يستطيع علاج نفسه بذاته مع الوقت حينما يدرك طبيعة المشاكل النفسية التي يعاني منها.

6- العلاج السلوكي المعرفي يحتاج إلى فترات زمنية محددة.

7- العلاج السلوكي المعرفي يقوم على جلسات علاج منظّمة وذات هيكلية واضحة.

8- العلاج السلوكي المعرفي يقدم مساعدة للمريض تعمل على جعله قادرا على الخروج من دائرة الحالة المرضية معرفيا من خلال تمييز أفكارهم ومعتقداتهم السلبية المشوّشة وتقييمها ومن ثم مقاومتها.

فوائد العلاج السلوكي المعرفي

يعد هذا النمط من الأساليب العلاجية دعامة أساسية لمقاومة الكثير من الأمراض النفسية خاصة الإكتئاب، حيث تشير الدراسات، إلى أن العلاج السلوكي المعرفي يساعد المرضى بالتغلب على أعراض الاكتئاب على سبيل المثال الغضب اليأس الخوف ....

وقوة هذا العلاج تكمن في أنه يساعد المريض في إدراك الأبعاد النفسية والمعرفية التي تعزز المرض أو تعمل على تخفيفه، ووجدت الأبحاث أيضا أن العلاج السلوكي المعرفي أسلوب وقاية مهم للغاية من نوبات الاكتئاب الحادة.

- العلاج السلوكي يساعد في تقليص نوبات القلق:

من خلال الأبحاث والدراسات المنشور في مجال علم النفس الأعصاب، فإنه توجد جملة من الأدلة تقر بأن العلاج السلوكي المعرفي يساعد في محاربة الاضطرابات المرتبطة بالقلق، بما في ذلك اضطرابات الهلع واضطراب القلق العام واضطراب القلق الاجتماعي واضطراب الوسواس القهري واضطراب ما بعد الصدمة.

ذلك ناتج عن قوة هذ النمط العلاجي الذي يركز على الجانب الإدراكي في التعامل مع المخاوف والمشاكل، يعمل بشكل جيد كعلاج للقلق لأنه يشتمل على مجموعات متنوّعة من التقنيات؛ منها: التعلُّم النفسي حول طبيعة الخوف والقلق، والتمارين الجسدية، وإعادة الهيكلة المعرفية.

- العلاج السلوكي المعرفي يقلل من سلوكيات الإدمان وتعاطي المخدرات

من أهم العوامل التي تضاعف الإدمان ضعف الجانب المعرفي والإدراكي لدى المريض مما يؤدي إلى الكثير من حالات الإدمان، القنب والحشيش وغيره من المخدرات، أو إدمان المواد الأفيونية والكحول. لذلك فإن العلاج المعرفي يسعى إلى بناء أنماط وعادات جديدة ذات طابع إيجابي يساعد الذات على تجاوز الأزمات والصعوبات.

- العلاج السلوكي المعرفي يساعد في تحسين احترام الذات وتعزيز الثقة

من أهم العوامل التي تفاقم الأزمات النفسية وتضعف الصحة النفسية، احتقار الذات والاحساس بعقدة النقص الأمر الذي يؤدي إلى مخاطر على توازن الشخصية، الأمر الذي يجعل من العلاج السلوكي المعرفي وسيلة فعالة في استبدال الأفكار السلبية المدمّرة التي تؤدي إلى تدني احترام الذات من خلال تأكيدات وتوقعات إيجابية، وهذا ما يساعد في فتح طرق جديدة للتعامل مع التوتر وتحسين العلاقات وزيادة الدافع لتجربة أشياء جديدة.

تقوم هذه التقنيات على مبدئ أساسي، السعي إلى تغيير القناعات والتصورات والمشاعر والسلوكيات المدمرة للصحة النفسية، وزيادة من تقدير الذات واحترامها، وذلك اعتمادا على مجموعة من التقنيات والوسائل المساعدة أهمها:

1-تقنيات إعادة البرمجة المعرفية:

الهدف من هذه التقنية معرفة الأنماط السلوكية والمعرفية المسؤولة عن الحالة المزاجية السلبية والسلوك غير الفعال.  ومعرفة الأسباب التي تؤذي إلى مشاعر الخوف والقلق.

2-بناء الفعل الإيجابي الفعال:

تعمل تقنيات العلاج المعرفي على تصميم تقنيات وأساليب تساعد الأشخاص على زيادة السلوكيات الإيجابية التي ينبغي تكثيفها. من خلال تحديد وجدولة السلوكيات المفيدة، مثل التأمل والمشي، أو العمل على مشروع معين، فإن احتمالية إنجاز هذه النشاطات تزيد تلقائياً.

3-تمارين اليقظة والتأمل:

اليقظة الراضية أو الوعي الآني هو تقنية علاج سلوكي معرفي تم استنباطه من الثقافة الشرقية التي تقوك على التأمل الهدف من تمارين اليقظة الراضية، هو مساعدة الناس على التخلص من هوسهم بالأفكار السلبية وإعادة توجيه انتباههم إلى ما يحدث فعلياً في الوقت الحاضر.

4-التدريب على المهارات:

التدريب على المهارات هو أحد أساليب العلاج السلوكي المعرفي المطبق في معالجة مثل هذه العيوب. تشمل المجالات الشائعة للتدريب على المهارات، التدريب على المهارات الاجتماعية والتواصلية والاجتماعية التي تساعد في تحقيق التوزان النفسي والروحي.

الخطوات العملية للعلاج السلوكي المعرفي

1-   تحديد أهم مصادر الإزعاج والمرض النفسي:

قد تشمل هذه القضايا حالات طبية، طلاق أو حزن أو غضب إضافة إلى أعراض اضطراب الصحة العقلية، قد تقضي أنت ومعالجك بعض الوقت في تحديد المشكلات والأهداف التي تريد التركيز عليها.

2-   كن مدركاً لأفكارك وعواطفك ومعتقداتك المسبب للمشاكل:

بداية التغيير تبدأ دائما من الادراك فبمجرد تحديد المشاكل التي يجب العمل عليها، سيشجعك المعالج على مشاركة أفكارك حولها. عندما ندرك المواقف التي نسقط فيها في الحياة ندرك صعوبة ما نمر به في الحياة.

3-   تحديد التفكير السلبي أو غير الدقيق:

إدراك أهم الأشياء التي تزيد من الحالة النفسية العصبية والمرضية، فهم الأنماط التي تسبب لك نوبات قلق أو خوف أو استجابة سلبية، وهذه التقنية تسهل تشخيص الوضعية المعرفية التي تزيد من ذلك.

بعض الكتب التي تتناول  أهمية وفوائد وطرق العلاج السلوكي المعرفي:

1-دليل المعالج لإيجاز العلاج السلوكي المعرفي (A Therapist's Guide to Brief Cognitive Behavioral Therapy)، لكاتبه جيفري أي.كولي، صدر العام 2008

2. صندوق أدوات العلاج السلوكي المعرفي: كتاب تمارين للعملاء والأطباء (The CBT Toolbox: A Workbook for Clients and Clinicians)، لمؤلفه جيف ريغينباخ، صدر العام 2012.

3. أوراق عمل خاصة بالعلاج السلوكي المعرفي (CBT Worksheets)، لمؤلفه د. جيمس مانينغ، صدر العام 2016

.