كيف نساعد المكتئب في العلاج:
من أهم العوامل التي تزيد من حالة المرض كبث مشاعر المرض، لهذ نحتاج إلى نوع من الوعي، بأن هذا المرض قد يصيب أي إنسان ويجب أن نكون حذرين من الكلمات التي نقولها لأنفسنا، لأن الأفكار الانتحارية قد تزيد فقط بسبب بعض الأفكار السلبية التي قد تسيطر على دماغنا، لهذا يجب أن نلاحظ الكلمات التي نقولها عن أنفسنافي هذا الصدد توجد دراسات حول أشخاص حاولوا الانتحار، يقرون فيها أن الوقت بين التفكير في الانتحار في بعض اللحظات لا يتجاوز ساعة أو بضع دقائق، تخيل معي أن مستقبل الحياة قد نحدده في لحظات محدودة من الزمن، وهذا يدل على خطورة الأفكار والكلمات السامة التي قد تدمر مستقبلنا في بعض اللحظات الصعبة.
الدعم النفسي وأهميته في علاج المكتئب:
المكتئب يحس بأنه وحيد يحتاج إلى مساعدة وتعاون معه.... لهذا فإن معظم المكتئبين يحسون بالوحدة ويحتاجون للمساعدة في بعض الأحيان، قد تكون مجرد كلمة طبية طريقة فعالة لمساعدة المكتئب للتخلص من حالته النفسية، لأن في هذه الحالة تصبح الذات الأنا في حالة عداوة مع نفسها، وقد تدمر كيانها من خلال الانتحار الذي يعتبر أسوء حالة قد يصل إليها الإنسان.
تصبح الذات في حالة خيانة لذاتها، قد نتفهم خيانة الناس وخيانة الجسد وخيانة كل شيء لكن عندما تخونك ذاتك وتصبح عاجزا عن مواجهتها هنا المشكلة نفقد القدرة على التحكم في ذواتنا، لهذا فإن الدعم النفسي والاجتماعي للأشخاص الذين يمرون من الاكتئاب يعتبر وسيلة فعالة للدعم إضافة إلى إستشارة الطبيب والمعالج النفسي.
الاكتئاب يغير حياة الإنسان:
ففي هذا السياق تقول الخبيرة وعالمة النفس " kay jamisson " تغيرت حياتي للأبد عندما أدركت أنني وعقلي لن نحظى بعلاقة طبيبة أبدا"، عندما تصاب بالاكتئاب لا تعرف من أنت، لأنه يشكل حالة مدمر أطلق عليه مسميات مختلفة، سراطان الروح.... الكلب الأسود .... شيطان الظهيرة... كل هذه الاستعارات تريد أن تعرف لنا هذا المرض من خلال أبعاد مسرحية، لكن في حقيقة الأمر الاكتئاب مرض ينتج عنه خلل كيميائي يمكن معالجته، من خلال الأدوية والعلاجات المعرفية.
لهذا نحتاج إلى إعمال العقل قبل التصرف بحماقة داخل المجتمع، على
الإنسان دائماً أن يُبدّي العقل، أن يُبدّي العقل وألا يخضع للوهم، لكن هذه طبيعة
الإنسان يختار الطريق السهلة والبسيطة الموجة التي تقوده إلى السعادة.
الأبعاد الاجتماعية والتواصلية في علاج الاكتئاب
يمكن القول إن الأحداث الخارجية، سياقات الحياة، الأحداث الصادمة، ال Trauma التي
تحصل للأطفال، ال
Childhood trauma يُسمونها، Trauma الطفولة!
لها دور كبير في فهم وعلاج هذا المرض الذي فتك بالشباب اليوم ويأخذ منا الحيز
الكبير من العلاج والمال والصحة، بحيث أن منظمة الصحة العالمية تقر أن مرض الاكتئاب
سوف يصبح من الأمراض الأكثر انتشار في العالم وسوف يدمر حياة الملاين من الأشخاص، إذا
لم نعرف السبل الممكنة لعلاجه والتخفيف من حدة انتشاره.
إذن يوجد سياق اجتماعي ونفسي لمرض الاكتئاب، خصوصا التوبيخ الذي نتعرض له في مرحلة الطفولة يؤثر سلبا على شخصياتنا، حين يعتدي جد على حفيده، أو أب على ابنه أو ابنته، نقول (هؤلاء هم خنازير البشر). حيث أصبح المعالجون اليوم يدرسون تأثير هذه الأحداث على أدمغة الشباب، حيث كشف العلم أن هناك أشياء نفسية، خطيرة تترسخ في نفسية الإنسان بسبب التهديد وسوء المعاملة التي يتعرض لها في مرحلة الطفولة.
من أهم العوامل التي تعزز الاكتئاب، الانفصال عن الحياة والناس، لأن الأشخاص الذي يعانون من حالة الاكتئاب يوجد لديهم نوع من الانفصال وعدم القدرة على الإحساس بأي شيء في هذا الوجود.
لأن الانفصال عن الآخرين، البشر، الوحدة Lonliness، أو الشعور بالوحدة خصوصا بعد موجة مواقع التواصل الاجتماعين وعالم الميتافيرس الذي يعدنا به الفايسبوك. هذا الوضع يعزز حالة انفصال الانسان عن الطبيعة والحياة الاجتماعية، لهذا يمكن القول أن الحياة المعاصرة قد تكون مرعبة في المستقبل، لأن الانفصال عن الطبيعة أحد أسباب الاكتئاب، كما أن الانفصال عن القيم ذات المعنى، أصبحنا نعيش مع قيم أقل ما يمكن القول عنها أنها ملوثة، كما يتلوث بالضوضاء.
كيف نتجنب الاكتئاب؟ هل يمكن التخلص من الاكتئاب نهائيا؟
الأسباب التي تؤدي
إلى الاكتئاب، ليست واضحة دائما، فربما عادت الإصابة به إلى تذبذب في كيمياء المخ،
أو إلى بعد الهوة بين الإنجازات والطموحات، أو إلى حالات متكررة من الإخفاق، أو
بسبب المقارنة مع الآخرين، أو بسبب الحرص على درجة عالية من (المثالية) لا يتمكن
صاحبها من بلوغها، ومع هذا فإن الاكتئاب شائع جدا، ودرجاته المنخفضة مخبورة لمعظم
الناس، وأكثر الناس لا يعيرونه الاهتمام المطلوب.
يحول الاكتئاب صاحبه إلى إنسان كسول مسلوب الإرادة والقدرة، ولذا فمن
المهم أن يغمس نفسه في أنشطة يومية بسيطة مثل إجراء اتصال هاتفي، أو الإتيان
بالأطفال أو اللقاء مع بعض الإخوان والأصدقاء، إن هذه الأنشطة وما شاكلها تجعل
المكتئب بشعر أنه أفلت -ولو جزئيا- من قبضة الاكتئاب الذي عطل الكثير من أعماله
اليومية المعتادة.
كما أن
العزلة والانطواء وقلة الأصدقاء، مرشحات قوية للإصابة بالاكتئاب، وسيكون من المهم
للإنسان أن يظل منفتحا ومستعدا لإقامة علاقات اجتماعية ناجحة، ومستعدا لرعايتها
والمحافظة عليها، حتى يتلقى منها في النهاية ما يحتاج إليه من دعم ولاسيما في وقت
الأزمات.
نصائح تساعد في مقاومة الاكتئاب: ما هي طرق علاج الاكتئاب؟
1. ممارسة الرياضة: تساعد
الرياضة في تخفيف الاكتئاب وتغيير حالتك المزاجية والشعور بالتحسن، من أجل تحفيز
الجسم على تجديد الطاقة والحيوية.
2. معرفة السبب: يجب
معرفة السبب الكامن وراء حالتك النفسية والبحث عن الحلول الواقعية والمناسبة
للتخلص من هذه الحالة.
3. الغذاء الصحي السليم: قد
يسبب الاكتئاب فقدانًا للشهية أو تناول الطعام بإفراطٍ شديدٍ، لذا عليك
تناول وجباتٍ منتظمة وإدراج الأطعمة الغنية بالعناصر الضرورية لجسمك والتي تزيد من
طاقتك وتخلصك من المشاعر السلبية.
4. عدم الاستسلام لليأس: ابحث
عن أشياءٍ تساعد بتحسين حالتك المزاجية، كالاستماع للموسيقى أو حضور الأفلام
المضحكة، والتأمل الذي يعد خير وسيلة من أجل مقاومة الاكتئاب عمومًا.
5. القيام بنشاطات جديدة وكسر الروتين: لا
تستسلم للكآبة، وابدأ بالقيام بالأنشطة التي تحبها للعودة للحياة من جديد، وابحث
عن نقاط قوتك وتحلى بالكثير من الصبر لتنتصر على الاكتئاب.