كيف نحفز الطلاب على التعلم الذاتي؟ أفكار في كيفية تحفيز الطلاب والتلاميذ على الدراسة

 

 

يتفق الجميع على أن العالم يعرف موجة من التغيرات في مجال التعليم، لذلك نحن في حاجة إلى إعادة النظر في الأساليب والطرق المستعمل في التدريس، لكي تستطيع التأقلم مع التغيرات المحلية والدولية، لهذا فإن تحفيز الطلاب على الدراسة، يجب أن يكون مبني على مجموعة من الرهانات ترتبط بمستقبلهم في سوق الشغب، إضافة إلى تشجيع الفضول المعرفي الذي بدونه، لم يكن للطالب الدافع الكافي سواء كان داخليا أو خارجيا للدراسة والفضول المعرفي فلن يتحقق التعلم الذي ينشده المعلمون وأولياء الأمور و النظام التعليمي ككل.

في هذا السياق سوف نقدم جملة من الأليات الممكن تفعيلها لمساعدة التلاميذ على التعلم والدافعية للتعلم المستمر.

أول شيء يجب أن يدركه التلاميذ والطلاب أن التعلم والدراسة رهان شخصي أي مشروع يرتبط بهم وما يسعون إليه من طموحات وأشياء قد تقودهم إلى ذلك المسعى، ولذلك سيحتاج بعضا من الأفكار في تحفيز الطلاب واستدراجهم لحب العلم والتعلم، وهاته بعض منها:

1- بناء حس المسؤولية:

كل شيء مبني على فكرة أساسية في الحياة، وهو هل نحن مسؤولين على تصرفاتنا، التعامل مع الحياة بمبدأ المسؤولية، لأن الإحساس بأنك مسؤول عن مصير الشخصي وأفاقه قد يكون وسيلة فعالة من أجل العمل والاسرار للوصول إلى الطموحات التي يسعى إليها الطلاب والتلاميذ.

2- تحديد الأهداف:

من الضروري تحديد الأهداف من المهام المنوطة بكل طالب بوضوح، فهو يحتاج إلى معرفة ما يتوقع منه حتى يبقى متحمسا لإكمال المهمة على أحسن وجه. لهذا فإن التوجيه من البداية يلعب دورا كبيرا في الخيارات والتوجهات التي نسعى إليها في الحياة، لذا كلما كانت الأهداف واضحة استطاع الطلاب الاجتهاد أكثر والسعي بكل جدية للوصول ما يسعون إليه.

3- بناء بيئة فعالة لتعلم:

لا يمكنك كمعلم الجلوس وراء مكتبك وانتظار نتيجة مبهرة داخل الفصل، الطلاب بحاجة للتجديد المستمر، يمكنك القيام برحلات ميدانية، رؤية أفلام وثائقية أو فقط القيام ببحث جماعي في مكتبة المدرسة ... مشكلة المدرسة اليوم أنها لا تتناسب مع طموحات التلاميذ على المستوى الشكلي والداخلي، لهذا نحتاج إعادة النظر في معنى التعلم، لم تعد لنا القدرة على إدراك الوقت والتركيز على نشاط معين، لذا فإن التعليم الجيد يحتاج إلى التركيز على الجانب العقلي ومعرفة كيفية تحفيز خلايا الدماغ لدى المتعلمين حتى يستطيعوا مواكبة التغيرات المعرفية التي نعيشها اليوم.

4- خلق جو من المنافسة الشريفة:

تعتبر المنافسة رهان أساسي من أجل الوصول إلى العمل الجاد، لأنه العلم قائم أصلا على المقارنات بين الأفكار والمعطيات. لذا فان المنافسة داخل الفصل الدراسي، تشكل فعلا دافعا نحو التعلم والسعي نحو الأفضل والأحسن على جميع المستويات، ففي بعض الحالات يمكن تحفيز الطلاب على بذل جهد أكبر والتفوق عن طريق تطبيقات تعليمية مثلا أو ألعاب جماعية تقليدية فقط.

5- العمل الجماعي بداية كل تغيير:

يتفق معظم الباحثين في مجال العلوم الإنسانية أن الانسان كائن اجتماعي يحتاج إلى الكثير من الدعم الجماعي حتى يصبح كائنا فاعلا داخل المجتمع، لهذا فإن العمل الجماعي يعد نقطة البداية من أجل الحصول على نتائج إيجابية في مجال التعليم، خصوصا بالنسبة للطلبة المتعثرين والخجولين، الكل يتحمس للتعاون ومساعدة المجموعة وإكمال المهام وهي طريقة جيدة بالنسبة للمواد العلمية التي تعتمد الملاحظة والتجريب.

6- الحوار والنقاش:

منذ بداية المعرفة في التاريخ الإنسان فإنها كانت تراهن على فكرة المناقشة والحوار كأسلوب لتطور الفكر والمعرفة في المجال الإنساني، لهذا فإن خلق فضاء للحوار وتبادل الأفكار والمعطيات داخل الفصول الدراسية يعتبر ألية مساعدة على تحسين المردودية والوصول إلى الأهداف التي نسعى إليها، لذا يحتاج المدرس إلى مناقشة بعض مكامن الخلل والضعف التي قد تخلق نوعا من الإحباط لدى المتعلمين، فالوقوف عندها والبحث عن سبل تجاوزها كفيل بإعطاء الجميع إحساسا بالأمل وإمكانية النجاح.

07- توظيف تكنولوجيا التعليم:

إن مستقبل التعليم رهين بتطوير اليات التكنولوجية في عملية التعليم من أجل معرفة المستقبل اعتمادا مبدأ تنويع أساليب التعلم والمعرفة، لأن الثورة المعلوميات التي نراها اليوم غيرت الكثير حول مفهوم التعليم والدراسة والمعرفة، لهذا نحن في حاجة إلى دمج المنظومة التعليمية مع المستجدات التقنية والاستفادة من رهاناتها في تطور بيداغوجيا التعلم والدراسة. لأنها التكنولوجيا توفر  في هذا المجال برامج وأدوات وتطبيقات تعليمية تساعد كثيرا في تطور التعلم والدراسة.