لماذا عليك أن تقرأ عن الاكتئاب؟!
الاكتئاب مرض العصر بامتياز، لأن العالم سوف يفقد الكثير من الناس بسبب هذا المرض، وللأسف الشديد بما أننا صرنا نعيش في قرية كونية واحدة، فقد أخذ هذا المرض أيضا يستشري وينتشر في بلادنا العربية، أي أنه أصبح محتمل أن يصاب أي إنسان في العالم بهذا المرض الصامت الذي يقتل في هدوء، يحرم الإنسان من كل مقومات الحياة، تفقد كل الأشياء معانيها، لا يبقى لأي شيء معنى في هذه الوجود.
حيث يقر الدكتور Andrew solomon في كتابه شيطان الظهير: أن الاكتئاب يأتي في عز الحياة، يحكي أنه يبدأ في الحياة العادية، حيث ينطلق الشعور بالملل والتعب المتكرر وتقل الرغبة في أي شيء، يبدأ الإنسان في الزام نفسه بالإحساس بالفرح، وبعدها يصبح كل شيء بطيء لا تسطيع الذات بالقيام بأي سلوك، تفقد القدرة على القيام بأبسط الأشياء في الحياة اليومية.
لهذ الأسباب يمكن القول إن الاكتئاب من الأمراض التي تعيق الانسان على السير في الحياة بشكل عادي، لأن معظمنا يرى أن الإعاقة ترتبط بالأمراض العضوية، غير أن منظمة الصحة العالمية، تتوقع أن يصبح الاكتئاب ثاني مرض في العالم يصيب الانسان بإعاقة ويمنعه على ممارسة حياته بشكل عادي مقبول، إذ أن الإحصائيات تقول إن الاكتئاب يأخذ أكثر مما تأخذه أمراض السراطان والايدز وغيرها من الأمراض.
أسباب الاكتئاب:
يرجع العلماء الاكتئاب إلى اختلالات في كيمياويات الدماغ، وخاصة مادة أو المُوصّل العصبي المعروف بالسيروتونين Serotonin، نقص السيروتونين Serotonin. وفي الدليل التشخيصي الأمريكي فإن الأعراض الأساسية التي تعبر عن الاكتئاب شخص الطبيب الإصابة بالاكتئاب السريري، يستعين العديد من الأطباء بمعايير أعراض الاضطراب الاكتئابي الكبير المذكورة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) الذي نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي.
قد تتضمن أعراض الاكتئاب السريري وعلاماته ما يلي:
Ø مشاعر الحزن أو الانهيار في البكاء أو انعدام القيمة أو اليأس
Ø نوبات الغضب أو التهيّج أو الإحباط، ولو بسبب أشياء صغيرة
Ø فقدان الاهتمام أو المتعة في معظم الأنشطة العادية أو كلها، مثل الجنس أو الهوايات أو الرياضة
Ø اضطرابات النوم، بما يتضمن الأرق أو النوم المفرط
Ø التعب وفقدان الطاقة، حتى إن المهام البسيطة تستهلك جهدًا إضافيًا
Ø انخفاض الشهية وفقدان الوزن، أو زيادة الرغبة الشديدة في تناول الطعام وزيادة الوزن
Ø القلق أو الهياج أو التململ
Ø تباطؤ التفكير أو التحدث أو حركات الجسم
Ø الشعور بانعدام القيمة أو الذنب أو التركيز على حالات الفشل.
Ø صعوبة التفكير والتركيز واتخاذ القرارات وتذكر الأشياء
Ø تكرار التفكير في الموت أو التفكير في الانتحار.
Ø محاولة الإقدام على الانتحار أو تنفيذه فعليًا
Ø مشكلات بدنية غير محددة السبب، مثل ألم الظهر أو حالات الصداع
الفرق بين الحزن والاكتئاب:
لكن يجب أن نفرق بين الاكتئاب والحزن، فالإنسان إذا فقد عزيزا مثلا، ألا يصيبه حزن عميق؟ هذا الحزن العميق، أليس مُرشحا أن يستمر شهرا وشهرين وثلاثة وربما سنة وسنتين؟ بعض الناس لا يتجاوز حزنه على وديده، إنسان انهار زواجه، بعد عشرين أو ثلاثين سنة من زواج ناجح فجأت نفقد كل شيء، لكن هذا الحزن إذا استمر بشكل طويل مدة شهر مع الأعراض التي سبق ذكرها فإننا نتكلم هنا عن الاكتئاب.
الاكتئاب مرض القرن 21:
في بعض الحالات النفسية نحس فيها بالخوف والبطء في فعل أي شيء، على المستوى النفسي والعاطفي، الخوف، الفقدان الإحساس، كما أن الاكتئاب يولد الإحساس بالكراهية والندم .. كره نفس... العصبية وغياب النوم.... والشخص المكتئب يصبح مؤدي ويفكر في الانتحار.
ومن بين كل الأمراض يظهر الاكتئاب كحالة لها خصوصيتها إذ يسلب الإنسان القدرة على تمنى واقع أفضل وبدلاً من الشعور بالحزن أو الفرح، يسلب الاكتئاب قدرتنا على الشعور من الأساس، وحكايات الاكتئاب الشخصية المتنوعة.
يقر Robert sapolsky عالم البيولوجيا بأن الاكتئاب من أسوء الأمراض التي قد تصيب الإنسان، لأن الأمراض العضوية لا تتمنع الناس أن يحسوا في بعض اللحظات بالسعادة، خصوصا في الأعياد والمناسبات، غير أن المكتئب لا يملك أي شعور تجاه أي شيء مهما حاولت أن تغير من قدرك وظروفك النفسية، إلى أن نصل إلى حالة انعدام السعادة واللحظات الجميلة، كل البؤس أننا لم نعد نحس حتى بالحزن، لأن اليأس هو محرك الحب.
ومن جهة أخرى توجد دراسة علمية تقر أنه سنة 2017 رصدت إصابة 136 مليون في إنسان بالاكتئاب، وفي فرنسا وحدها يوجد أكثر من 21 في المئة من الناس أصيبوا بالاكتئاب، كما أن الاكتئاب قد يصيب الأطفال الصغار بسبب تعرض الأم لحالة الاكتئاب.
قصة تشيرشل مع الاكتئاب:
أُصيب الرئيس ب رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل بمرض الاكتئاب، الذي كان على رأس الحكم في بريطانيا إبان الحرب العالمية الثانية. وفي مذكرات ونستون تشرشل كشف طبيبه تشارلز ويلسون، أنه عانى فترات طويلة من الاكتئاب، ووصل الأمر إلى حد الاكتئاب السريري، وملازمة الفراش طوال الوقت، واعترف "تشرشل" أنه كان فريسة للقلق والإجهاد العقلي بسبب تحمل مسؤوليات استثنائية وواجبات على نطاق واسع جدًا. وقد أطلق على هذا المرض إسم "الكلب الأسود" على نوبات الاكتئاب التي كان يعاني منها، والتي كانت جزءًا من مرض الاضطراب الوجداني الذي أصابه.
أسباب سياقية للاكتئاب:
الاكتئاب حالة من الحزن الشديد المستمر، تنتج عن الظروف المحزنة الأليمة، وتعبر عن شيء مفقود، وإن كان المريض لا يعي في كل الحالات المصدر الحقيقي لأحزانه، قد يضاعف هذا الأمر تطور حالة الاكتئاب على المستوى النفسي، وربما كان الدافع الخفي لحدوث الاكتئاب، هو تهدئة القلق، ومنع حدوثه، أو إخفاء العدوان، أو القصاص التكفيري من النفس، أو استجداء عطف الآخرين ورعايتهم، وأهم أنواع الاكتئاب، هما: الاكتئاب العصابي والاكتئاب الذهاني.
إن أخطار الاكتئاب على الصحة النفسية للإنسان، وعلى كفاءة أدائه، أكبر مما يظن الكثيرون، حيث يصاحبه جمود انفعالي، يصعب معه التعاطف الشعوري والابتسام الموضوعي، كما أنه في حالاته الشديدة يضعف صلة المبتلی به بالواقع الخارجي، كما أنه يؤدي إلى احتقار الإنسان لذاته، إلى جانب أنه يؤدي إلى هبوط النشاط النفسي والحركي والوظائف العقلية، وقد يدعو صاحبه إلى الانتحار.