مدخل:
يعتبر هذا
الكتاب مدخل أساسي من أجل فهم نظرية تحليل المعاملات، التي طورها العالم الأمريكي أريك
بيرن "تحليل المعاملات Transactional analysis"،
والتي وضعها في منتصف القرن الماضي وذاع صيتها بشدة في الستينيات وأوائل
السبعينيات، وتمكن أهمية هذه النظرية تقربنا من فهم أفعالنا وسلوكياتنا، من خلال
رصد أنواع التواصل التي نقوم بها في الحياة، وعلاج الانحرافات النفسية في الأدوار المختلفة
للشخص (والد- طفل- راشد). وتحرير الراشد، والذي ليس الهدف منه ذلك إلغاء الراشد أو
الوالد أو الطفل بل تطويرهم.
والغاية من هذا
الكتاب فهم الشكل التي تبنى به تصوراتنا حول أنفسنا والعالم من حولنا، حتى نصل إلى
هذه الحالة النفسية التي نعيشها في الحياة العملية والمهنية، ويدور الكتاب
حول هذة الفكرة في 13 فصل نوجزهم كما يلي.
"إذا
أردت أن تتحدث معي فحدد معنى مصطلحاتك" فولتير
تعتبر المشاعر الإنسان من أكثر الأشياء تعقيدا في هذا
العالم نتيجة لتداخل الأبعاد النفسية والاجتماعية لدى الإنسان الشيء الذي يجعلنا نرى العالم من زوايا مختلفة، لكن فإن معظم ردود
أفعالنا يتم بناؤها داخل العلاقات الإنسانية من خلال أنواع التعبير التي نعبر بها
عن أنفسنا بأشكال مختلفة ومتنوعة، وعلى هذا الأساس يتضح أن الجانب التوصلي
والحواري هو الأساس الذي تبنى داخله عملية التنغيم وتوجيه الأعمال والدلالات
التواصلية والاجتماعية، فكل ذات تدخل في عملية تواصل داخل الاجتماعية والثقافي.
مكونات الجهاز النفسي عند إريك بيرن:
تسجيلات الوالد:
يمثل كل
التنبيهات التي تلقاها الطفل منذ السنوات الأولى أي قبل الولادة الاجتماعية، يتم
هذه الخبرات في منطقة نطلق عليها اسم الوالد، هذه التسجيلات تدخل فيها الأم والأب
والعائلة الصغيرة، تسجل كل الكلمات التنبيهية والتعليمية التي تلقاها الطفل في هذه
المرحلة وتدخل في حيز الدماغ التلقائي.
لأنها تكون
عميقة في النفس، مثال إذا تشاجر الأب زوجته، بشكل دائم فإن هذا النوع من التسجيلات
يدخل ويترسخ بشكل تلقائي لدى الطفل، وهذه النوع من التسجيلات يصعب التخلص منه في
حالة النضج رغم أننا نصل إلى مرحلة الوعي إلا أن هذا النوع من التسجيل يظل راسخا
على مستوى النفس العميقة ويصعب التحكم فيه وتوجيهه.
إذن تسجيلات الوالد تلعب دور المرشد الأول الذي يساعدنا
في الدخول إلى الحياة الاجتماعية بأسلوب متزن ومتماسك، يعلمك الكثير من المهارات
الأساسية التي تعتبر المقوم الذي يستحيل الاستغناء عنه من أجل الدخول إلى الحياة
الجماعية.
هذا الواقع يجعل الانا يدرك أنه ليس مستقلا بل توجد
الكثير من التسجيلات التي تحدد وتؤطر مجمل ردود أفعالنا مصدرها تسجيلات البرمجة
التي وجدت في مرحلة الطفولة الأساسية.
مثلا طفل في عمر ثلاث سنوات يشاهد التلفاز يوميا لعدة
ساعات يصبح الوالد لديه مسألة صعبة ومعقدة حيث تصبح لديه ردود أفعال تلقائية في
الكبر وقد تكون تحديات وصعوبات يوجهها في تعامله داخل العمل وفي بناء العلاقات
الزوجية أو العاطفية الشيء الذي يجعل القراء ة والتعلم سلطة خطيرة تساعدنا في
تغيير نظرتنا للحياة.
تسجيلات الطفل:
تشمل التسجيلات العاطفية والنفسية التي تضمن مشاعر الرضا
والفرح وعدم الرضا والسخط، لأن عملية المنع التي يتعرض لها الطفل في هذه المرحلة تبدأ
في تشكيل حالة الطفل الغير راضي عن نفسه، كيف ذلك بهذا الأسلوب تتشكل هذه الحالة
لدى الطفل حتى لو كان داخل أسرة تقدم له العناية والرعاية الصحية.
ومن جهة توجد
داخل الطفل الشخصية الغير راضية التي تسعى إلى التوزان النفسي والحذر من المواقف
التي لا تخدم الحياة وتوجد مشاعر البهجة والفرح والمتعة والسعادة، توجد مشاعر
الأمل وطوح والبهجة والسعي نحو الأشياء المفرحة مثل الجري واللعب بكل شيء، لكن من
جهة أخرى كل إنسان لديه طفل غير راضي يحتاج إلى فهمه ورعايته حتى يكون مرتاح على
المستوى النفسي والعاطفي في الحياة.
الراشد:
تحصل عندما يخرج
الطفل من حالة الوالد ويدخل إلى الحياة الاجتماعية من خلال المدرسة والشارع تبدأ
تلك التسجيلات تتعرض وتنوع مع ما يراه الطفل في الشارع مما يطرح لديه جملة من
المفارقات الجديد التي تكن مسبوقة لديه على المستوى النفسي والجماعي.
من الأشهر الأولى تبدأ تتشكل لدى الطفل مظاهر سلوكية
جديد مختلفة عن السابقة، ولكنه تبقى محدود إلى مرحلة النضج لأن تسجيلات الوالد
تكون أقوى من تسجيلات الراشد نظرا لسلطة الاجتماعية والعرفية التي يمتلكها الوالد.
عندما نكبر يصبح الراشد هو الذي يسعى إلى تنظيم عملية
الاستجابات والتنبيهات متى يجب عليه الصمت ومتى من حقه الحديث والتكلم على نحو
يخدم حياته الخاصة، لكن في مرحلة النضج العقلي يبدأ الراشد في محاولة تنظيم
المشاعر والقيم التي توجه سلوكيات الوعي الذاتي والشخصي.
مسألة تكوين التوزان النفسي مهمة حتى يكون الراشد قادرا
على ضبط مشاعره والتحكم في تنبيهات الوالد، خصوصا في لحظة الصدمات النفسية التي
يتم فيها التوقف عن التفكير لصالح المشاعر التي تغمر الطفل نفسيا ومعرفيا.
المواقف التي
يمر منا الراشد ترتبط بقدرته على التوزان في تحقيق المكاسب، أي الاحساس بالرضا
وعدم اللوم الذي يؤرق الطفل الداخلي الذي يوجد فينا يجعله معدوما ومعطوبا ويحرمه
من التعبير عن نفسه، أو يجعله عديم الفائدة في توجيه الخيارات والمبادئ الشخصية في
الحياة.
البنيات النفسية التي تشكل أفعالنا
كل ذات توجد لديها بعض وضعيات الارتداد التي نعاني منها
نتيجة حالات الخوف والتسجيلات المتناقضة التي نعيشها في مرحلة الطفولة، لذلك
التناقض يخلق لدينا مشاعر عدم الرضا والتوزان النفسي والعاطفي.
لأن كل طفل يمر من ثلاث مراحل من الوالدة، الطبيعية، ثم النفسية وأخيرا الولادة الاجتماعية التي بموجبها نبني العلاقات وأنماط التواصل الحضاري والثقافي الذي يوجه السلوك الخاص والجماعي. داخل كل فرد توجد أنماط مختلفة وأول شيء يظهر ذلك الاختلاف في المنظور الذي نتخذه تجاه الحياة، وبالتالي النظرة السلبية للحياة تمنعنا من القدرة على الابداع والتميز في الحياة الخاصة والعامة.
مواقف الطفل الأربعة:
إذا كان فرويد قد اعتقد أن القصور الذاتي
ينتج عن البعد الفردي فهذا الأمر غير صحيح، في حين أن الكلام الصحيح هو أن الواقع
يتم تغير شخصية الإنسان والإحساس بالقصور يحصل في حالة الإحساس بعد الرضا نتاج عدم
تقبل الأخرين لك، ولهذا أخطر ما قد يتعرض له الطفل هو حالة اللامبالاة الشيء الذي
يقف عائقا أمام نجاح الحياة الخاصة والمهنية.
إن ما نتلقاه من مشاعر في محطة الطفولة يظل مستمرا في
نفوسنا ويظل عائقا أمام تحصيل النتائج والغايات التي نصبو إليها في الحياة، لهذا
يجب الحذر مع مرحلة الطفولة لأنها محطة مهمة في الحياة.
حاول الطفل الداخلي يظهر لراشد أنه يوجد في حالة غير
متوازنة في حين أن الأخرين يعيشون في وضعية مرحة وسعيدة الشيء الذي يقف عائقا أمام
تحقيق النجاح المهني والتقني.
أنا لست على ما يرام وأنت لست على ما يرام:
يعبر عنها الطفل حينما يكون في حالة من الهيستيرية
والقلق الشيء الذي يدفع الطفل إلى رفض كل الأفكار التي نقدمها له لأنها تضعه في
موقف الهروب والانسحاب من المواقف الاجتماعية وتجعله غير قادر على التعبير عن ذاته
وتجعله قليل التركيز والانتباه على المستوى النفسي والعاطفي.
انت على ما يرام أنت لست على ما يرام:
حالة أنا
لست على ما يرام تشكل وضعية نفسية قد يعيشها الأطفال الذين يولد ونفي ظل أسرة
عنيفة، حيث أن الطفل عندما يتعرض لضرب والعنف يتشكل لديه حالة نفسية مفادها أن
الطفل ليس في حالة يرام لها إنما يوجد في وضعية غير مستقر وغير متوازنة مما يجعله
في وضعية سلبية وغير سعيدة.
أنت لست على ما يرام أنا على مايرام
التعرض لنوع من الاهانات في الطفولة تجعله يعتقد في نفسه أنه لا يستحق التقدير والاهتمام، مما يقوده إلى بناء حكم على الأخرين بشكل عام لهذا يكون هذا الشخص مغرور. هذا النوع من الناس دائم النقد في العمل والحياة، لديه فرضيات مسبقة أن الناس لن تساعده في شيء الكل يريد أن يستغل قدراته وإمكاناته النفسية والعاطفية
أنا على ما يرام انت على ما يرام:
هذه الحالة تحصل بشكل واع ومدرك يتلقاه الطفل بأسلوب
مقبول عن طريق التواصل والحوار المتبادل مع الأخرين والناس، إن الألعاب النفسية
تأخذ حيزا كبيرا من الإدراك النفسي والعاطفي الذي يدفع المتلقي للعمل والاجتهاد
العاطفي والوجداني والعملي.
توجد داخل كل واحد منا تسجيلات عاطفية عميقة على المستوى
النفسي تأخذ الحيز الأكبر من الإدراك والتفكير وتعمل على تنمية القدرات الذهنية،
لكن الصدمة التي نواجه تأخذ مصدرها من الصعوبات التي نسقط فيها تجاه الغير من أجل
النجاح المهني والعملي والعمل من أجل أخد الأمور بشكل جدي على المستوى المهني
والشخصي عمليا وتطبيقيا.
هل نستطيع تغيير تسجيلات الطفولة؟
يتباها الناس بنمو مجتمعهم لكن المشكل أنهم يظلون على
حالهم على المستوى النفسي والعاطفي والوجداني، كل هذه المعطيات تحول دون الحصول
على الغاية التي نريد تحصيلها من أجل الحياة السعيدة داخل الحياة التي نمر بها
داخل هذا العالم.
كل إنسان يمر بتجارب مختلفة داخل الحياة حيث تكون
تسجيلات الوالد قوية وفاعلة يجد الراشد صعوبة في التملص من المسؤولية التي نواجه
على المستوى الشخصي والمهني، حيث تحصل لطفل حالة انهيار عصبي ونفسي يمنعنا من
التعبير بحدر عن أنفسنا والقيم المشتركة التي تحيل على معنى السعادة وقيم التسامح
والتعاون على المستوى النفسي والعاطفي.
لدى يمكن القول أن ردود الأفعال ليست برمجة مطلقة، لكننا
نستطيع تغييرها عن طريق إعادة برمجة الذات بأسلوب يحترم العقل، لا يجب أن نعتقد أن
هذه اللعبة التي نقوم بها مطلقة إنما هي مسألة مؤقت تقبل تغيير فقواعد اللعبة إذا
كانت لدينا الإرادة والفعالية للقيام بذلك الأمر، هنا تتجلى حقيقة الذات والوجود
الإنساني والنفسي والعاطفي.
ما الذي يدفعنا إلى طلب التغيير؟
الطموح إلى بناء
ذات جديدة خاصية بشرية تميز الوجود البشري عن باقي الموجودات الأخرى التي تختلف عن
الموجودات التي نعرف وندرك، التغير مسألة تحتاج إلى مجهود وتركيز على المستوى
الذهني والعاطفي والخروج من حالة الخوف من الشخصيات التي نريد أن نكونها ونطمح
إليها إنها قضية نسبية تؤكد أن الوجود البشري يعرف التنوع والاختلاف على مر الأزمة
والعصور.
الحرية فرضية مهمة داخل الوجود الإنساني، حتى يتحقق
البعد التواصلي بين الإنسان وذاته وقدرته على تغيير الكثير من القناعات والقيم
التي نعيشها على المستوى النفسي والعاطفي. من هذا المنطلق فإن علم تحليل المعاملات يعمل
على تغيير الكثير من الاستجابات السلبية التي تلقيناها بشكل غير واعي وإدخالها إلى
حيز الوعي حتى نكون في المسار الصحيح.
الانسجام في التواصل:
عندما تكون الاستجابات منسجمة ومتناغمة يحصل التوزان
النفسي لكن عندما تكون هذه الاستجابات متضاربة ومختلفة تحصل التحديات لتواصلية على
المستوى النفسي والعاطفي بين الناس والمشاعر هي أساس هذه العملية التواصلية:
جود تنبيهات واستجابات متوافق يجعل عملية الحوار والتواصل مستمر وناجح لكن اللعبة تبدأ عندما نختلف في المثرات والاستجابات التي نقدمها على المستوى النفسي والعاطفي، أثناء عملية التواصل بين الطفل والطفل تكون عملية التواصل مبنية على المشاعر، لكن تدخل الراشد دائما يكون بهدف حل المشكلة وليس مضاعفتها.
عندما تنقطع الحوافز يحصل مشكل على مستوى التواصل والحوار بين الذوات على المستوى النفسي والعاطفي والوجداني، كل البنيات التواصلية التي نقوم بها في الحياة تعبر عن ألعاب نفسية نلعبها بطريقة غير واعية وهنا تكمن الخطورة أننا لا ندكر نوعية هذه الألعاب التي نقوم بها الشيء الذي يؤثر سلبا على شخصياتنا وعواطفنا وأفكارنا.
إن استجابة الطفل معناها انا لست على ما يرام لذلك، نجد
أنفسنا نقوم بمجموعة من التصرفات الغير مسؤولة مثل لوم الأخرين وتقديم مواقف
طفولية مثل قولك أنتم السبب في مشاكلي أنا رجل طيب ولكن الأخرين دائما يؤدونني هنا
تحصل الاستجابة الغير الواعية من الطفل.
نفهم من خلال هذه الأمثلة أن معظم المحادثات
التي نقوم بها منذ بداية اليوم تقوم على هذه الفرضية وهي أن كل شخص منا تنحل منه ثلاث
شخصيات فيحاول أن يقيم عملية التوزان في عملية التواصل
أنواع التواصل المنقطع بين مكونات الذات:
البنت: راشد: أين هي محفظتي
الأم: جواب: الوالد: أنت شخص غير مسؤول دائما ترمين أغراضك.
البنت: الطفل: أنت تكرهوني وتلوموني وأنتم السبب في هذا
الأمر.
الأم: الطفل: أنت قليلة الأدب وأنا لم تعد لي كلمة في
المنزل الكل لا يحترمني انا اربي وأقوم بالكثير من الأشياء وأنتم لا تقدرون
عملي................
بهذا الأسلوب تكون هذه الألعاب مدمرة للشخصية
والطبائع التي نعاني منها في الحياة بشكل عام وبشكل خاص. من خلالها نستطيع أن نكون
الشخصية التي نريد عن طريق التواصل والحوار مع الذات بأسلوب إيجابي وفعال يحترم
شخصياتنا ويحترم التوجهات التي نعمل على بنائها مع أنفسنا والأخرين من حولنا.
الشخص الانفعالي:
يحس
أنه دائما في حالة ليست على ما يرام لهذا تجده في معظم المعاملات يلفت انتباه
الناس على أنهم لا يحترمونه ولا يقدرون أفعاله وأنشطته التي يقوم بها في الحياة.
مثلا يسأل الزوج: أين أخفيتي محفظتي:
هنا يمكن انت تكون الإجابة على احتمالات متعددة:
إذا استجابت على أنها ليست على ما يرام فإنها سوف تجيب
بالطفل وتقول أنت تتهمني بأني أخفي عنك أشياء كثير في حين أنك غير مبالي وتقوم
برمي ملابسك.
وإذا كانت ودودة ذكية سوف تكون استجابة الراشد سوف أبحث
عنها إنها في مكان قريب هنا.... لاحظتم أن نوع الحالة النفسية هو الذي يحدد نوع
الاستجابات التي نقوم بها في الحياة اليومية والعملية.
كيف نحافظ على استجابة الراشد؟
داخل كل واحد منا يوجد حالة الطفل والوالد
التي تعتبر منطقة عميقة في النفس لأنها تتشكل منذ لحظة الطفولة المبكرة، لكن توجد
حالة الراشد التي تنمو مع الوقت، لهذا نجد صعوبة في توجيه القرارات التي نعمل على
تحصيلها لأنها صعبة.
إذا نحتاج أن نكون حالة الراشد الواعية وندرك
حالة الطفل الموجود في نفوسنا وندرك قوتها ونبني استجابات ناضجة على مستوى الشخصية
ومهددات البنية النفسية، وذلك عبر التحكم في الحوار الداخلي الذي يدور في نفوسنا
حتى نفهم بشكل عميق طبيعة الشخصية التي نمتلك ونتواصل بها مع العالم.
لأننا نخاف من الوالد الذي يوجد في الأخرين
لأنه يجسد العتاب واللوم، لكن نحتاج أن نحب الطفل الذي يوجد في نفوسهم. إذا
استطعنا أن نحب الطفل الداخلي في الأخرين ونحفزه لديهم سوف نكون في علاقة تواصل
جيدة وناجحة على المستوى النفسي والعاطفي.
عندما نطور حالة الراشد تكون الاستجابات
التواصلية أكثر حكمة ونجاحا بدل البحث عن الحلول السهلة التي يقوم بها الطفل
بطريقة تلقائيا، خصوصا إذا طغى علينا حالة الطفل الذي يوجد في وضعية ليست على ما
يرام.
العطاء لا يعني أن تعاني بل يجب أن تتعامل مع
حالة الراشد الداخلية وتجعلك أكثر وضوحا ونشاطا وعاطفية، كل طفل داخلي يحاول أن
يربط شعور الراحة لديه من خلال لو الأخرين الذين لا يحسون بحالة التوزان العاطفي
والوجداني تجاه الغير، لهذا كن حذرا في الأحكام التي تقيمها حول الناس. لأن الأحكام التي ينتجها الطفل تكون في أغلب
الأحيان غير موضوعية لأنها تتأس على المشاعر التي تظل نسبية في احكامها
وتقويماتها.
حاول أن تعرف الطفل الذي يوجد في داخلك، وتدرك حالة
الوالد ونوع القيم التي تشغل بالك وذهنك. وأهم نقطة هي أن ترى حالة الطفل التي
توجد لدى الأخرين وحاول أن ترعاها وتحترمها.