كيفية التعامل مع الشخص اللوام و كثير الشكوى؟ لعبة الشخص النقاد

 

لعبة الشخص النقاد:



كل إنسان حينما يمارس عملية تواصل، كيفما كان شكلها ونوعها، فإنه يسعى إلى الإحساس بالأمان والتقدير والاحترام والعطف والحنان، المشكلة أننا معشر البشر لسنا كائنات  متشابه، إنما كل واحد منا يعيش مجموعة من التجارب النفسية والعاطفية المختلفة عن الأخرين، مما يؤثر على الطريقة التي نتواصل بها مع أنفسنا ومع الأخرين.

هذا الأمر يخلق مجموعة من النماذج المختلفة في التواصل، مثلا الطفل الذي يتعرض إلى النقد الدائم لكل تصرفاته وأفعاله يحس أنه غير مقبول، لهذا يقوم بمجموعة من الأفعال التي تغضب عائلته، حيث يكون والوالد الذي يزرع قيم التعاطف، يكون كثير النقد واللوم، مما يجعل الطفل يحس بأنه في حالة ليست على ما يرام، كل هذه الأمور تحدث عن طريق اللاشعور فإنه لا يدرك كيف تحدث، وتتشكل لديه مع الوقت طبع نقاد هجومي، يركز على النقط السلبية لدى الناس، لهذا  يكون  هذا الشخص منبوذ ومرفوض، لأنه يؤذي الناس دائما بلسانه، بسبب حالته العصابية.

مثال توضيحي:

 الزوجة تعمل فطور رائع، لكن لا تفطر  مع زوجها، تقول له  بطريقة غير مباشرة أنظر لكم التعب الذي أقوم به ورغم ذلك لم أنتهي بعد لهذا فإذا كان لديك أي نقد أو عتاب فأجله لأنني لست مستعدة لسماعه، إذا استمرت هذه اللعبة سوف يحس الزوج بنوع من القلق على نفسه، لهذا نحتاج إلى نوع من الملاحظة الجيدة الواعية بالذات من أجل إدراك خطورة العتاب واللوم الدائم للأخرين، تجعل الشخص ممارس لهذا السلوك منبوذ اجتماعيا.

إذن فالخروج من هذه اللعبة يتطلب أن يكون هناك نوع من الاهتمام بالشخص الذي يمارس هذه اللعبة، لكنه يجب أن يكون اهتمام ايجابي، و أن يعي أنه لا يحتاج إلى النقد واللوم لكي يؤكد وجوده مع الأخرين.

ومن جهة أخرى يحتاج هذه الشخص إلى الاهتمام والتقدير حتى لا يدخل في حالة من الاكتئاب، هو يمارس النقد من أجل أن يؤكد وجوده، لكن إذا فهم  وأدرك أنه قادر على أن يؤكد وجوده دون حاجة إلى لوم ونقد الناس، حينها يستطيع أن ينسجم مع المحيط الذي يعش فيه.



تعليقات