ماهي الحقيقة؟
تطلق كلمة حقيقة على عدة معاني متداولة اجتماعيا مثل الصدق، الحق، الواقع، إذ يرغب فيها الجميع ويستحسنونها لفظا لكن الواقع يشهد بطمسها وتحريفها وتأويلها واستعمالها لأغراض ورغبات خاصة، وعندما نرصد الأقوال المختلفة، نستطيع القول إن غايتها هي الحقيقة. إلا أن لفظ الحقيقة يختلف ويتنوع، باختلاف وتنوع مجالات الفكر والقول.
في المعنى المتداول يدل للفظ الحقيقة على الواقع
والصدق. فالحقيقي هو الشيء الواقعي، الموجود وجودا فعليا في العالم الخارجي، والقابل
للإدراك الحسي. فما هو واقعي حقيقي، وما
هو مطابق للواقع صادق أو حق، وما ليس كذلك هو لا حقيقي، أي أنه غير موجود في
الواقع أو يوجد على نحو آخر غير واقعي.
ففي الدلالة اللغوية نجد: "الحقيقة اسم
لما أريد به ما وضع له. وهي فعيلة من حق الشيء إذا ثبت. وفي الاصطلاح: الشيء
الثابت قطعا ويقينا...، وهو اسم للشيء المستقر في محله، وما به ...ويضاف إلى هذا
المعنى اللساني والأنطولوجي للحقيقة، المعنى المنطقي: "الحق في اصطلاح أهل
المعاني هو الحكم المطابق للواقع، ويقابله الباطل.
أما
على المستوى الفلسفي: يعرفها لالاند بقوله: "الحقيقة هي خاصية ما هو حق، وهي
القضية الصادقة. وما تمت البرهنة عليه. وشهادة الشاهد الذي يحكي ما فعله أو رآه، والحقيقة
بمعنى أعم هي: الواقع"
من خلال ما سبق يتبين أن تحديد دلالة الحقيقة
يتخذ أبعاد وأشكالا مختلفة ومتنوعة، مما يقودنا إلى طرح جملة من التساؤلات:
الحقيقة والرأي:
إذا كان هدف المعرفة هو بلوغ الحقيقة فكيف يتم الوصول إلى تلك الحقيقة؟ وما
الفرق بين الحقيقة والرأي؟ وهل الحقيقة معطى أم بناء؟ ما علاقة الحقيقة بالرأي: هل هي علاقة اتصال وتكامل
أم انفصال وقطيعة؟ وهل الحقيقة العلمية استمرار للرأي أم انفصال عنه؟
معايير الحقيقة:
ــ ما الفرق بين الحقيقة وأضدادها: الكذب، الوهم...؟ ما هي معايير الحقيقة؟ هل معيار الحقيقة
معيار منطقي أم معيار مادي واقعي أم عملي نفعي؟ هل معيار الحقيقة هو عدم التناقض،
أم التطابق بين الفكر والواقع؟
قيمة الحقيقة:
ــ هل الحقيقة غاية أم وسيلة؟ لماذا نطلب الحقيقة؟ ومن أين تستمد قيمتها؟ هل من ذاتها بوصفها
قيمة عقلية خالصة أم من واقع خارجي عنها؟ هل قيمة الحقيقة معرفية أم أخلاقية أم
عملية في خدمة الحياة؟